الفراغ هو أن تصرخ بصوت عالٍ ولا يُرد صوتك إليك !
الحنين أن تفرغ كل الملامح في وجبة واحدة لا تُشبعك , وتخبأ تفاصيل الفرح بجوف قنينة لا تنتمي إليك لتبقى أنت وحيداً ,
تفرط في كتابة أناك الضائعة في دروب مظلمة يجهل وجهتها الكثير !
الغربة هي أن يبقى جسدك مسموماً , كلماتك مُفخخة بجرح كبير لا يندمل !
وحين ترغب أنت بالهروب من نفسك تجد أن كل الأشياء تتسرب من بين يديك هرباً منك أو بالاحرى هرباً من واقع مكتوب
على جبين احتواءك !
الوطن :سماء تتسع لأصواتنا , وملامحنا , وتفاصيل أحلامنا الكبيرة , وآمالنا اللا منتهية , أفراحنا , أحزاننا ,
وقع خطواتنا , مواسم أعيادنا !
الأصدقاء : ذلك الكتاب الفارغ الذي نملأه نحنُ في كل حين بما نشاء , دونما ملل أو كلل وبعمقنا يقيناً بأن ماندونه
فوق صدره يبقى سراً لا يفشى أمام أحدٍ من العالمين !
الأهل : شجرة حنونة نستظل تحتها في كل حين , نوثق لحظاتنا على أغصانها , ونفتش عن ملامحنا بين أوراقها ,
نسرح في تشكيل تفاصيلنا الجميلة حين نكون معها , وننسى هويتنا حين نكون خارج نطاق احتوائها لنا !
الكتابة : هي الثمرة الوحيدة الناضجة بما يكفي والصالحة للبقاء في كل المواسم !
السعادة : بحر شاسع جداً نشرع في وجه أمواجه أبوابنا دون أن نخشى الغرق , الموت , التلاشي !
الحزن : بئر عميق جداً , جدرانه موحشة تشتكي جُدّب الهطول , وتفاصيله مُتعبه جداً تشتكي ضبابية الإنتظار ,
كل الأشياء فيه باهتة بلا لون ولا طعم , فقط رائحة الموت تتدفق من عمقه بغزارة !
أنا : وطن لا ينهضُ إلا حين تغفو كل الأشياء على صدره , لوحة مُهملة في ركن عتيق , صوتٌ جائع
يطرق الأبواب كل يوم بحثاً عن لُقمة طيبة يسد بها جوعه , خطوةٍ يسحقَ تقاسيمها في كل عبور أصحاب الظل الطويل !
سارة القحطاني