منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حَميمِيةٌ مُفْرَطَة !
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2011, 11:09 PM   #1
فرحَة النجدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية فرحَة النجدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 744

فرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي حَميمِيةٌ مُفْرَطَة !





حَميمِيةٌ مُفْرَطَة !



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إنْ كنتُ لا أُشبهك ، قلْ لي بِربك كيفَ لكَ أنْ تُشبهَني !



حينَما قررتُ يوماً أَن أُفسحَ في قَلبي لِحبك لم أَضعْ في حُسباني المَكاسب و الخَسائر التي قد أَجنيها مِن الحُب . قَبِلْتُك كـَ هِبةِ قدرٍ عظيمةٍ وَ أوصدتُ عليها أبوابَ قلبي ، و كنتُ فرحَةً بِكَ كـَ فرحةِ الأُمِ بِوليدها ، وَ لا يزالُ هذا الحبُ يتعاظمُ تعلقاً بقلبي يوماً بعد يومٍ حتى بعدَ أَنْ كُتبَ عَلينا الفِراق و كُسِرَتْ بِه أَقفالُ قَلبي . حَتى يومي هذا ، لا عِلمَ لي كيفَ يجيءُ الحنينُ وَ لا عَلى أَيِّ صورةٍ قَد يأتي ، لا زِلتُ لا أَعلمُ لهُ وَجهاً حَقيقياً ، فَفي كُلِ مَرةٍ يُباغِتُني بِوجهٍ لا أَعرفُهُ وَ لا سابِقَةَ لي بِه ، فَمرةً لهُ وجهُ مدينة ، وَ أُخرى ترنيمةٌ عذبةٌ أصيلة ، وَ مرةً لهُ دفءُ شمسُ الصَباحِ وَ أُخرى لهَ رائحةُ المَطرِ وَ بردِه .
إنَّ الحُب الذي أُكنه لكَ في صَدري يا بدْري ليسَ كَحبِ الأَساطيرِ وَ لا كَحُبِ أَيامِنا هذِه , فَلا حُب الأَساطيرِ عَفيف وَ لا حُب هذهِ الأَيام يتسمُ بِالطُهر و النزاهة . حُبي لكَ شفافٌ لم يَكْتسب لوناً بَعْدُ وَ لم يترتب فيَّ بعد . حُبي لكَ أنتَ لا يزالُ كما هو بذرةً أُخبِؤها في تُربةِ قَلبي بانتظارِ أن تجيء إليَّ منْ جديدٍ وَ تسقيها وَ تأْخُذ بيدِها نُمواً نَحو النور . كُنت أَستطيعُ إنباتَها فيَّ نباتاً حسناً نعم و جعلها تبلغُ من الكبرِ عِتياً كَأَنا وَ لكِنها حَتما لنْ تَبقى حَسنةً حَتى تَجيء ، لذا آثرتُ أَنْ أُبقيها حَتى مجيئكَ لتحيلها بنفسكَ لحياةٍ أُخرى تستمدُ بقاءَها من ديمومةِ بقائكَ إِلى جانبها . إنَّ بذرةَ الحُب التي لا تزالُ مَخبوءةً لكَ في صَدري لا تزالُ هُلاميةٍ في داخلي بِلا شكلٍ كما تركتَها و لكِنها حتماً لا مُكون لها حَتى الآن سِوى السُمو و لا شيءَ آخر !
هلْ قُلت قبلاً له وجهُ مدينة .؟!! آهٍ منكِ يا مدينة ، تحرضينَ القلبَ على الثورةِ حنيناً و اشتياقاً و دموعاً .. أنتِ يا مدينة تثيرينَ الرُعب في نفسي بِالقدر الذي تصوبينَ بهِ قلبي بسهامِ حميميتك المُفرطة !
يا ربْ ! تقاربُ الأبنية و عِتقها ، انسجامُ الأرصفةِ و الشوارعِ المُهترئَة ، إِلتصاقُ الأَتربةِ بأرجلِ العابرين عليها ، رائحةُ الريحانِ الذي تعبقُ بهِ المدينة ، أشجارُ النخيلِ الشامِخة ، و المنازلُ و المرافق المُشيدةِ على المرتفعاتِ التي تُشعرني و كَأني لستُ في وَطني البَحْرين ! وَ قلعةُ سلمان بن أحمد الفاتح ، هذهِ القلعَة التي لم أطأ أرضَها مُذ كُنتُ في السادِسةِ مِن عُمري و ها أَنا أَراها من جديدٍ بعدَ الترميم ، لِمَ لَمْ أَشعُر بشيءٍ حينما رأيتها ؟ تُرى هل الإنسانُ بطبعهِ يفقدُ الحميميةَ تجاهَ الأشياءش التي يُجَمَلُ وجهها و تُقَنْعُ بما لا يناسبها ؟! أَفَقَدْتُ الحميميةَ تجاهَها حقاً .؟! لطالما حكتْ هذهِ القلاعُ في وطني تاريخَ شعبٍ مُناضلٍ حرٍ بطل ! وِطني الأِبي ، المَزيجُ من كلِّ الألوانِ التي تعكسِ بياضهُ و بياضَ قلوبِ أَهله . و مِقْبرة الحنينية ! تِلك الأرضُ التي ضمتْ رُفات راشد ، تلك التي همستُ لها باكيةً أنْ احتضنيهِ بِحبٍ يوم أَن أَودَعْنا راشد الأرضَ و حثونا عليهِ التُراب . أنتِ يا مدينة ، أشعرتِني بِالدفءِ و القربِ و لربما كانَ راشد هو الرابطُ الذي غَرسَ في نفسي حميمية ًمُفرطة تجاهكِ فرأيتُكِ عَروساً بِتضاريسَ جميلةٍ و وجهٍ متوردٍ و إن كنتِ شاحِبة !


لا تأمنوا جانبَ الحَنين ، و لا تركنوا لَه ، فالحنينُ يجيءُ بغتةً و لا يُغادِرُنا إِلَا وَ قَد إستلَ شيئاً من شِغَّافِ القَلبِ مَعَه !


قابلٌ للنقد حتماً نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة !

 

التوقيع



قَدْ سَفِهَتْ عُقولُ بَعْضِ الّناسِ حَتى اعْتَبَروا
قِلَةَ الّتَأَدُبِ مَعَ اللّهِ في أطروحاتِهمْ أَدَباً .!!


.



لله رب العالمين ،
ثابتة على قيَّمي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


My Facebook
https://www.instagram.com/alnajdi_f/

فرحَة النجدي غير متصل   رد مع اقتباس