[خديجة إبراهيم]

هل نقول وداعاً.؟!!
هل نجرؤ على قولها من غير أن تهتز أرواحنا عند نطقها
وكيف نمد أيدينا لنتصافح للوداع وقلوبنا تحتضر
هل نجرؤ..؟

كريمٌ ذاك المساء الذي آتى بك وألتقيتك..
كأقرب من نبضه وأبعد من حلم
فقد أهداني حفنه من الفرح على جناح غيمة
مالبثت أن بعثرتها رياح الحزن.

لم تكن تلك اللحظات كأي لحظة تعبر فقد
تسلل الفرح خلسه من بين شقوق الوقت وأهداني موعدك
لم نرتب للقائنا هو من رتبنا
فالمواعيد المعقودة بالحلم ماتلبث أن تتلاشى
وإن طوق الفرح معصم اللحظات.
فهل نلتقي بعدها لنقول وداعاً.؟!!
وكم من الحزن سيرتبنا بعده
وهل سأنسى كم من الدمع سكبته
وكم سيسكبني من بعدك


أخبرني كيف لا تنتحر الثواني في غيابك
وكيف لا يموت الإحساس بداخلي حين ترحل
وهل تقوى الأرض على حملي وتتسع السماء لأناتي
أم هي أيضاً تهتز لذكراك
وتبكي الغيمات لرحيلك
وكيف لي أن أمنع طيفك أن لا يزورني في كل لحظة
ويغفو على صدري حين يشعر بالتعب


آآآآه...وصوتك الذي يسكنني
وتحلق العصافير في صدري بنشوة حين اسمعه
كيف سأخبرها بأنها ستحرم هي أيضاً منه
عاجزة هي الحروف عن وصف ألمي
قاصرة هي المشاعر حين لا تحتوي حزني
فهل سنقول وداعاً.؟!!
أم نقول وداعاً لحزننا العظيم
وياجرحنا الأعظم.?!!
.
.