[صبا الكادي]

دخلنا أنا وشقيقتاي إلى محل قزاز-الظهران المول ( والذي اشعر عندما ادخله إما أني سأسقط بعد أن تنحشر قدمي في إحدى حقائب السفر المعروضة وذلك لتكدسها الهائل والمحل يفتقد للتنسيق..أو سأصطدم بأحد الباعة لكثرة عددهم ولا أعلم السر خلف أنهم جمعيا بـ حجم واحد؟؟)
بعد أن شعرت شقيقتي أن لها رغبة في شراء عطر سمسارا الفاتن.توجهنا لـ القزاز ولكل واحده منا ذكريات مع هذا العطر رغم ارتفاع سعره إلى 660 ريال إلا أنه مازال يتمتع بنفس القوة والجاذبية.
شكل القنينة حكاية ومشهد و رائحته في تلك الوريقة الصغيرة حكاية أخرى هي حكاية زوبعة أخذت تقلب صفحات الأيام وتدير رحى الساعات وتنثر الصور في ذهن كل واحدة منا..
هي هكذا العطور زجاجة ورائحة تشطر القلب نصفين من الألم والذكريات..والحنين والشوق لأيام خوالي شديدة الفرح بنا..بـ نقاءنا..صفاءنا..إخلاصنا..وصدق حبنا.
هي هكذا العطور مع أول رشة ابتسامة وارتخاء جفن...وعند تصبح القنينة فارغة والأيام بـ ألمنا صاخبة..تختنق الذكريات بنا.
استمعت لحديثهن وجميل تعليقهن عن هذا العطر، وأنا أشعر بوخز في رأسي كأنه يؤنبني قائلاً لي: لم يكن ينقصنا هذا العطر والله.
اشترت شقيقتي الألماسة* العطر ويا سعد العطر بها..
وخرجت أنا من المحل بعد أن اشتريت قلم كحل رمادي وضعته في حقيبتي..
مطلقه العنان لخيالي وذكرياتي وصوت شقيقتي الصغرى اللؤلؤة* خلفي تعاتبني:
" ما أنت بصاحية تأخذين قلم كحل من قزاز بالسعر هذا وربي تلقينه عند الهندي في السوق برا بـ 15 ريال وإن غلا سعره بـ 25 "
أجبتها: أدري..بس اشتريت
أُسِرُ لك يا اللؤلؤة :
ربما لأنه قلم والأقلام قريبة مني، أو ربما رماديتهُ ناسبت الصور في عقلي حين انتشرت مع العطر...لكن متيقنه بأني قريباً سـ اشتري العطر أحتاج لـ التحليق قليلاً رغم أنف الذكريات المؤلمة مازال هناك رشة تحمل أجمل الذكريات وأزكاها

*الألماسىة واللؤلؤة هي القاب منحتها لـ شقيقاتي سواء في أوراقي أو قائمة المتصلين في هاتفي المحمول.دوما أراهن جواهر لا حرمني الله منهن.