لك الحق أن تصدني عن غيرك بعد أن أذقتني منك لا من غيرك، وناولتني الكأس يوما صافياً لم يكدره شيء فشربت حتى ارتويت من إحساسي بك، وثملت من سكري بك، وشبعت وإن كنت لم أشبع من واردات حبك على مشارف الجوع من نهمي، وجشع حشاي بك. لقد كان الكأس يومها غدقا ريا يشتاق للثم عاشق ظامئ حتى وجدني على أطراف سواقيه أستجديه رشفة أحيي بها ما تبقى لي من قدر حياة، وأشفي بها ما سلف مني من بقية سقم، وأنهي بها عمرا مضى في صغائر المقاصد وإن كبرت في عين من لم يعرفك.
وما دار الكأس على زمرة محبيك حتى انتهى إلي فعجبت من شوقه، قبل سوقه، ثم انكببت بكليتي ألثم كل موضع منه مسته كفك مرة، أو شملته نظرتك فجأة....وكنت ذاك اليوم كبيرا لأني إلى حبك استجمعت أصول وهوامش سعيي، وما أدركت أن الأيام ستجرم في حقي، وتظلم ضعفي بأن تريني منك هذا الصد لأنني قلت للجمال يوما: أنت!!