مرحبا فرحة ..
بداية أود الإشارة إلى إحسان توظيفك للمدخل و الخاتمة بجملتين منفصلتين ، فيهما من تركيز الفكرة الشيء الكثير
بينما قد لفت انتباهي أيضا انقسام داخلي تخلل كلّ نصّك ..
في الفقرة الأولى تتحدثين عن الحب في بداياته والفقد له ثم الحنين إليه وأخيرا : ترقب عودته !
هي تقريبا كلّ التقلبات التي قد نعيشها خلال إحساسنا بالحب ، وإن كنت أكاد أجزم أنّك تتحدثين عن نوع آخر من الحب ..
بالمناسبة : أحسست بأنّك تحافظين على ( تعويم ) الحديث و العبارات والجمل و الأحاسيس ، لم تخصصي أيا منها ، و لم تغلفها أي طابع خاص .. هل ذلك لأنّك تتحدثين عن حب كبير لشيء ما .. أم لأنّك لا تستطيعين التعبير والخوض في خصوصية ما تحسين به ؟!
شخصيا ، أعتقد أنّ النص كان ليكون أكثر عمقا و أعمق إحساسا و أقوى بانطباعه الذي يخلّفه في ذهن القارئ إن أحس القارئ بأنّ الكاتب يأتمنه على بعض أسراره و يبوح له فيها من خلال كلماته الشفيفة ، وأنتِ يا فرحتنا حرمتنا مشاركتك كلّ ذلك ، واتشحت بالتعميم .
في النصف الآخر من النص ، يتبخر الإحساس ، ويذوب الحب ، و تستغرقين جدا في الوصف
المشكلة كانت بأنك عدت للتعميم و عرّفت المدينة لنا نحن القراء بأكثر معالمها وضوحا ، الجميع يعرف مدينتك بالشكل أعلاه ، كنا نرغب لو نراها بعيونكِ أنتِ ، أن نحس بها بقلبكِ أنتِ ، بصغار تفاصيلها التي تحبين .. حتى لو أردت توضيح اختلافها لنا ، كان علينا أن نرى اختلافها بالنسبة لكِ أنت ..
ثم انتقلت لطرح الأسئلة كي توظفي فكرة النص فيها ، لا أنكر أنها كانت جيدة جدا وأضافت قليلا من الحيوية للنص كي يخمن القارئ إجاباتٍ فلسفية تقوده في متاهة من الحنين و التأمل نحو كلّ الأشياء التي نحبها و تتغير علينا ..
"لا تأمنوا جانبَ الحَنين ، و لا تركنوا لَه ، فالحنينُ يجيءُ بغتةً و لا يُغادِرُنا إِلَا وَ قَد إستلَ شيئاً من شِغَّافِ القَلبِ مَعَه ! "
هذه الجملة رائعة .. رائعة بحق
إنما ( استل ) تكتب بهمزة الوصل يا رفيقة ..
فرحة : لن أعتذر و لن أطلب منك تقبل ما كتبت ، لأنني أعلم حتما أنّكِ تفعلين ..
كوني بخير يا رفيقة ..