كأن الأرض انتفضت وأخرجته من أحشائها
شبيه بـ ملامحها لونه أغبر..حافي القدمين..
تائه النظرات..مثقله أطراف أكمامه بدمعه..
تحنو عليه السماء تلقمه صدر الغيوم مطر إن جف حلقه..
تسأله الريح وهي تعبث بـ وريقات روحه من أنت؟
وتحمل صوته لـ ذاك الأفق البعيد حيث أصوات المناجين تعلوا
أجابها: محمد..!!
حقاً أبي مات وأمي رحلت وهي تستودع في طرف أذني صرختها يا محمد لا تخف
ولكن كان الحرمان عنهما بديل..
كفلني..علمني..
كيف أقسو..كيف أحمل همي ولو كنت صغير..
كيف أخفي دمعي ولا أنظر لـ قمر
ماذا تعني كلمة بشر..
أي نهايتهم مثل أبي حفرة واسمها قبر...
قالت وهي بين حنايا صدره تستكين:
يا صغيري أنت يتيم..!!
قال:يقولون عني هذا وما علموا:
لستُ باليتيم
أنا محمد بن الحرمان و وريثه الوحيد