-وماهو المكان الذي يحتفظ بالذاكرة إن كان الموت موت الماضي ولاحياة إلا لما بعد البعث ؟
ودماء الأرض أين ستختبئ ؟
في الثغر المفتوح ببلادة أم في صوت الأرغفة البائتة مثل الرفض في قلبي ..
وكما أن زوجا الأعين الذي يرقد بين تجاويف الخوف لايعني له إن تفتت الماضي كما طباشير يابسة أو أينع الحاضر في رأس السنوات ..
المعاناة تكمن في الجسد الذي ينحشر في أكمام ضيقة كالسنجاب الفضولي وحبة الجوز العنيدة أمامه تراه ويراها تعلم مايريد ويعلم لما تبتعد وفي كل مره تتكاثف السناجب وتهرب الجوزات و لا حاضر ولا ماضي إنما جسد متخندق تشهق على جلده الخيبات وتخلع رأسه أسراب من فراشات النسيان ..
دعنا لا نُحمل عاتق الموت الراحة فما يسكن خلف الموت يمتلك البدايةواللانهاية والموت لايملك هذه ولاتلك إنما يعبث بنا وبأمانينا المحشوة بكل الفرح الذي نخزنه للقادم الذي لا يأتي وننسى أن هنا نحن وهم وكلنا جلوس الان
كلنا بجانب المدفأة وفي حضن الأريكة الرثّة بفعل قاذوراتنا حتى ينتهي منا جميعا ويوقن هو أن جيبه غارق في نهايته التي ستلتف حول عنقه وينادي المنادي عليه ليذبح بيننا حين تتقافز الأجوبة في الفضاء الصاخب قد كان النصيب منه وعليه وبه لا لكم ولا عليكم ولا بكم شيء راحل معه وذائب فيه لا يمنحه لأحد ولايتركه ..