*
مُنذ أن غاب عنّي صوتك وأنا أتوضأ بالنسيان في كُل ليلة قبل أن أُخلد إلى النُوم .. أوواه وليتني أظفر بالنوم حتى !
مُنذ أن غاب عنّي صوتك وَأقراص البنادول لا تغيب عنّي أبداً , إنها باتت أقرب إليّ من حنين وسمر وندى !
مُنذ أن غاب عنّي صوتك وأنا أُواظبَ على مُطاردةِ أشباحٍ تأتي إلي بملامحكَ وبصوت خُطاك وبَنبرة صوتك الحنونة جداً
وحالما أَوشك على الإمساك بهِا تتلاشى وأغيب أنا عن الشُعور حيناً حتى يُشرق الفجر في كبد السماء فَأعود الى صوابي
وأتنفس غيابك وأحترق ألف مرة في معضلةِ ذكراك !!
مُنذ أن غاب عنّي صوتك وَوجنتي تحتضنُ مطر عيني في كُل حيّن , وأنامل شعوري تَحتضنُكَ وأشياءك ورسائلك
بَشدّة في كُل هُطول للمطر !!
مُنذ أن غاب عنّي صوتك وأنا أفتقدني , وأفتقد كُل شيء يُعيدني إليّ ....!
_دثرني بصوتك , وَلملم شَتاتي , وأكتبني على سُطوركِ كـ أُغنية ريفية كُبرى لا تموت ..
أو لَقنّي نسيانك قبل أن تغيب ... ثم غبِ عنّي ربيعاً كاملاً ولا تحزن علي أنى فارقتُ دُنياكَ
.. ولا تتدفق بكرمٍ على قبري أنى شعرتَ بَعظيم خُذلانك لي .. ولاتنسَ أنني مُديونة لك بكُل
لحظة فرح تنفستها معك , وكُل زفرة إشتياقٍ لفظتها في وجهك ,
وكُل دمعةِ حنين ذرفتها من أجلك !
أنا مديونة لك , ولأجل ذلك الديّن الذي لا أملك أن أعيده إليك كاملاً بلا نُقصان
لا تبكِ عليّ أنى مُتُّ يوماً بسببك , لا تبكِ عليّ أبداً
!!
سارة القحطاني