يامحاكم الغياب ، ياقُضاة الصبر ، ياكُتّاب عدل لم يبكوا مما كتبوا
قفوا من فوق منابر أحزانكم المُرتفعة واشهدوا على واقعتي.
لقد قُد قميص الحُب وساء ظن الوالي بولائي ، ثم أُلقيَ بجسدي خلف
قُضبان من حديد ، حُبس شيئاًً من عقلي ومن قلبي ،لكنه فشل في تكبيل حبري بالغُل.
لم أجِد من أشكو إليه ضعف الحال إلا أن أفترش سجادة مستطيلة هي اطول من عرضها..
وجّهتها نحو قبلة المسلمين وأنا أُسقط من دمع الحاجة إليها ماهو أقوى مني..
بكيت واقفاً حتى عجزت أقدامي عن الصمود فجثيت على ركبتيّ
توسلّت بكل ماأملك من قوّة إلى أن أُغمي علي ، لم أطلب حريّة او افراج
بحجم أنني أقسمت على الله بأن يأتي لي بخبر عنك ولو كان بمنام قصير.
أمضيت مساء بعد مساء ، ثم استيقظت وأنا أبكي على صوت تلاوة أمي:
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )