رغبة :
يا أنت , ليتني خُلِقتُ نافذةً تُطلُ عليك دونَ أن تشتِمني عيونُ المارة , وحينَ يأتي المساء ألتحِفُك وأنام
!!
مجنونةٌ أعلم , وإن منعك خجلٌ يلازِمُك كظلِك من أن تقولَها لي أو حتى تكتُبها ,
لكنها رغبةٌ تسكُنني منذُ زمنٍ تعاهدنا أنا وأنت ألا نحسِبهُ بمقاييس الأرض , وإلا هلكنا ,
أينَ ستضعُني يا صاحبَ القلب الأبيض لو طلع صباحُ الغد , وقد تحولتُ إلى نافذةٍ خشبيةٍ يهديك أياها نجارٌ يهوى صنعتهُ كثيراً ؟!!
أفوق رأسك تماماً ؟ أو مباشرةً أمام عينيك ؟
ماذا لو كُنتَ تُحِبُ أن أكونَ عن يمينك حيثُ اعتدتَ أن تنامَ على جنبِك الأيمن ؟
أو أكونَ عن شمالِك تحسباً لحلمٍ مزعجٍ يجعلك تغيرُ هيئةَ منامِك مكرهاً ؟
أتريدُ مني أن أسمحَ لأشعةِ الشمسِ أنَ تدخلَ من خلالي صباحاً حتى إذا أخذت حرارتُها في الإرتفاعِ تدريجياً أدرتُ لها ظهري ليستقبِلها فتحافظَ غرفتُكَ على توازنِ مناخِها ؟
أتعشقُ صوتَ المطرِ والريحِ خلفِي أم تريدُ أن أفسحَ لعينيك الطريقَ لتشاركَ أذُنيكَ المتعة ؟
وماذا عن النجومِ والقمرِ وهُما يختلسان النظرَ لبياضِ حرفِك , هل تمانعُ لو حرمتُهما لذةَ سرقةِ الجمالِ من منبعِهِ ؟
مرهقةُ يا سيدي ,
وسواءً وضعتني عن يمينك أو شمالِك أو فوقَ رأسِك أو أمامَ عينيك أو اكتفيتَ بي هديةً تنفِضُ عنها الغبارَ بين حينٍ وأخر ,
يكفيني من الحياة أن أكونَ شيئاً من ممتلكاتِك وإن لم أكُن أحبها إليك ,
مجنونة ٌ , قُلها ولا تعتذر , ألم تكتب يوماً :
جُن عقلُهُ ..أليسَ من الأجملِ لو كانت : جُن قلبُه ؟!!
عائدة فلا تنفك عن الدعاء