أمّي .
يا يَقينيَ الأمثل بأنَّك القَلبُ كُلّه قاطِبَ روحِ العَيش , يا دُرَّة الجَفن تَخضَعُ لكينونتك الأراضين , يا حُبا ً لا تَقوله مَيادينُ شِعر الكَلام , ولاتراقبه الحُروف مَجد سَكبِ وافر الامتداد , كَيف أصنَع مِن أصابِعي وَصلا ً يُهديكِ بذرَ حَنان, وأنتِ الحَنان يتموَّج ظِلالا ً لا تغبّرها ساكباتُ العُيون , يا ضَمَّة حَكتها السَّماء رِفقا ً , فيكِ تذوي عَبراتُ أرضيَّتي قُربا ً , وفي أحضانك تتبتَّل الأشياء لَهفَة , يا أشجاريَ العاريَة مِن أساليب , حين أغفو إليكِ طِفلا ً تشتاقه لَسعات الدفء العَظيم , ولا غيرُك عاجّ بمخيِّلة مَصائري حين تَذوب شُموع اللَّيل وأبكي ,
أمي
يا وَردَة العَين , ما صَكّ جَبينِ العِبارات يأتلف بمواطِن مُزنِك أجيالا ً بنسيم , ما غَربلة الفِكر في ملذَّة قُربك أشجيها
وأنتِ بلاغي إلى الدُّنيا فتوّة إحتضان , وقسيمُ عينيكِ يبني حِججا ً لآفاقي , يغزل أحلامي الصَّغيراتِ مِن عَدم الأشياء
حنانُك يا جَنَّة الدُنيا رَهيبُ فَتكي عَنكِ العُدول , يا أجمل مُنحنى ترسمه ضيعاتُ الأحزان , وتكتبه سرديّات أمل الآملين
أينَ أعرُج دونَك , ونبضيَ حارقٌ قَدميكِ إلتصاق
لعمري ما في جعبتي حائر الخُطى لملائكيَّتك مَسلكا ً
وذائبة قَطرات النَّدى لوجهك مِن نَعيم
أمي
يا جَنَّة الأرض , اغمريني بيديكِ إذ تفتعل فيّ نَواميس هبة الإله فِطنة تأويل ,لأسايرَ وُجودك ضَعفي القاتم
يا حَبيبَتي , وايّ دغدغة لمواجعي تستحضرينها بنور عينك صِغَري
وأنا بين يديك فقيرٌ إلىالاتساع
عظيمٌ بالامتثال أنهارا ً تَروي عَطشَ إنسيَّتي
أمي
يا بذرة الفؤاد , لايُحاكينَّك الابتعاد , وتيِّمُ قلبي فاره الوله لحصص إرتقائك عَذب مَصير
يا غاليتي والعين تسحّ نبرات الشَّوق قَتلا ً يقصف قامَتي دونك
أشبعيني زَهرا ً وبتول وَجهك لا تضرُّه الألوان
وصفاء مُكوثك فيّ ينادي رثَّ عقلي
يخبرني أن تَعال وأحظى بوافر الهَناء
تعال وارتقي اعتلاءا ً يغنيكَ أبد جُنون
أمي
يا ابتداء قصَّتي وانتهاء مَواعيدي ,
هل أقل أحبُّك , ومالِ هذه الكَلمة لا تُحسن الاستيعاب
لاتُحسن إخبارَك بتمزّق شراييني وَلها ً يا بهيَّة الجَناب
في داخلك ترنو الكروم محافلها ثَمرا ً
وجفاف أوراقي عنك خريفيَّة فاجعة
فأورديني نُبلكَ ما استطَعتُ لفظا ً
وسامريني أمّاه بلطفك
لألا يَكبتني جَوابُ الابتعاد
يا حبيبتي : لن تَملّ أصابعي فتنة روايَتك تبجيلا ً
ولن تَقف في أوتار صَوتي الرّياح
أناديكِ خفيَة
أناديكَ جهرَة
وتصرخ أوراقي في فَلَك صَمتي
إنّي فيكِ هارب , أركض الجبال دونَ وصول
أحابي شريعَتي لأغتنمَ وصلك اليافع
وتلطمني بحور العذاب إن غبتِ شيئا ً مُدركا
أمي,
يا دخيلَة العقل بردا ً هادئا ً
ويلاه قَلمي ما أعجب ترداده فيكِ نَحتا ً
وأنت فوقيَّة في إلتمامي
ساهبة في بثّ إمتيازي عنونة
لا تخفينَّك في الارتحال عُيوني
وسيل قلبك يُهويني إلى المستحيل
يقضم آفات عُمري بزند الحُب
يا كُلَّ شَيء يتداخل في فِكري
ضُمّيني , ضُمّيني .