وأي مطر معشوشب بالحزن والمزن في سماء الذات المحملة بطين الوله وحنين أروح ليست مهملة ، فأتى هذا النص متكئا على " المطر " كثيمة رئيسة تتحرك بها محاور النص ودلالاته ، إذ أن التكرار هنا هو تكرار كلمة " مطر " التي وردت في النص (12) مرة ابتدأ من العنوان الذي أسس للقارئ فضاءه الخاص به ، كما أن النص يتكئ من جهة أخرى على تقنية الفلاش باك / الذاكرة الماضوية ، في سرد نثري ، متضمخ قطرات المطر برمل الذاكرة التي لا تهدأ ، كما أن هناك محاولة لإشراك القارئ في تفاعلية تبادلية بين دلالة المطر ودلالة الحزن ومدى تنمية المحور الدرامي في عملية بناء النص السردي في قولها :
(حسنٌ تستطيعون القول بأنني )
(كلا صدقوني ، أنا لستُ حَزينة .)
وما ينقص هذا النص في نظري افتقاده للصورة الفنية التي تعتبر أهم عناصر النص ، وباعتباره عنصر رئيس لشحذ ذهن المتلقي وتعبيرا عن مدى نضج التجربة الأدبية عموما ، عدا في بعض المواضع مثل (بجلبابِ الذكرى / تربةِ الفقدِ في داخلي) وحتما سنجد في النص القادم مثل تلك الصور الفنية التي تعتمد على التشخيص و التجسيد والتجسيم في رسمها ، وأنتِ بالطبع ملمة بهذه الأدوات ولكن يجب تفعيلها أكثر ، ليثمر النص بالوحة مكتنزة بالإبداع والنعناع ..
القديرة ... فرحة النجدي
حضوركِ حبور ومدادكِ مطر ..
فمزيدا من الهطول لترتوي الذائقة ..
دمتِ باسقة وارفة .