منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - خيوط...
الموضوع: خيوط...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2007, 11:54 PM   #1
فاطمة الحمزاوي
( شاعره و كاتبة )

الصورة الرمزية فاطمة الحمزاوي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 ربيعي...
0 خيوط...
0 على الملأ.
0 على الملأ.

معدل تقييم المستوى: 185

فاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعةفاطمة الحمزاوي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي خيوط...


غمست عينيها في وجوه باقي الدمى المعلقة الى الحائط وهي تلحس
حبات العرق الراقصة على وجهها طوال تلك الليلة..
واصلت جذب الخيوط الموثوقة الى اطرافها نحو الامام في اصرار شرس للانفلات
والتحرر منها..ما تذكره انها كغيرها من الدمى النائمة هناك, تستجيب لحركات انامل
صاحبها متى شاء مداعبة الخيوط .هكذا كان العمل في مسرح العرائس الصغير حيث
وجدت نفسها هي والبقية..وهكذا تعودت اصول الانصياع لحركة الاصابع..
هي لاتدري متى بدات هذه الفكرة تراودها عن نفسها..كما لا تدري حتى كيف استسلمت لقرار التنفيذ اخيرا..
فقط لعقت المزيد من الحبات المالحة مستنجدة ببعض الريق المتيبس لتبلل شفاهها الجافة
واستمرت في التقدم..
-لم يبق لرحيل الليل الا سويعات..وعلي النجاح في الخلاص..
اسرت الى نفسها مشجعة ..تقدمت اكثر..بدات الخيوط في التقطع..وبدات اساريرها البلاستيكية تتهلل ..
-هيا ..جهد اضافي وينتهي الامر..
تسللت خيوط الفجر من تحت الباب في خفة تراقب حركتها..انفلتت اهة كظيمة من بين صرير اسنانها..ليسقط وجهها بسرعة بعد انقطاع الخيط الاخير ولتلثم برودة الارض..
وتشتم لاول مرة رائحة الحرية ممزوجا بملح التعب..
قفزت ابتسامة نشيطة الى زاوية ما في فمها الهبتها نيران الانتصار التي تاججت في باطنها ..اخذت نفسا عميقا ارتكزت على كفيها ودفعت جسدها الى فوق لتنتصب واقفة..
خامرتها فكرة الاسراع في الهرب كصفير الانذار.. كخفقات قنبلة موقوتة تنبئ بالفاجعة..رات جسدها لاول مرة يرتفع بارادتها..تحسست شكل اقدامها مزروعة
لوهلة على الارض ..وفجاة...
..

تبعثرت شعيرات طائشة على جبينها وصرخت بشدة نتيجة ارتطامها العنيف اثر سقوطها المفاجئ..
سقطت..دون انذار وعكس ما رسمت له ..سقطت..نسيت انها لا تتقن السير لوحدها بعد كل سنوات عمرها الملفوفة بالخيوط..تذكرت ان صاحبها كان يسيرها ويحدد لها اتجاهات الحركة والتوقف..وتخيلت كم من الوقت عليها انفاقه في تعلم الحركة لوحدها..
شهقت بانين موجع:..صعب انت ايها الطريق..

اطلق باب الغرفة صريرا جارحا لف المكان والدمية بفزع اسود..انتشرت جنود الضوء هنا وهناك..
وتوقف رجل غليط يفرك ذقنه امام الباب ليدخل بعدها الى القاعة ونظرة وحشية تتاهب للقفز من عينيه..
اقترب من الحائط المرصع بالدمى ومرر يديه على جميعها متفقدا..
وفجاة..صرخ هائجا..
.
اللعنة..
.
اللعنة..
.
من قطع خيوط هذه الملعونة واعاد ربطها ثانية..
..
رفع نور الفجر حاجبيه ساخرا وفي حركة دائرية لراسه ..حمل حقيبته ورحل تاركا المكان ليوم عمل اخر..
_________________
..
..
محبتي..

 

فاطمة الحمزاوي غير متصل   رد مع اقتباس