يا رب ، يا حي ، يا قيوم ، يا لطيف ، أنت الكامل وأنا الناقص ، أنت الغني وأنا الفقير ، أنت القوي وأنا الضعيف ، أنت الحي وأنا الميت . أصابع الذنوب تشير إلى الغفار . وألسنة الفقر تدعو الغنى . وأكف الضعف ترفع للقوي .
الميت يمدح الحي القيوم .
الغريق ينادي : يا ذا الجلال والإكرام .
الكلمات والإشارات عاجزات .
البيان والبلاغة والتعبير تعلن التقصير .
لا يعلم ما يستحق إلا هو .
لا يحيط بعلمه سواه .
لا يقدره قدره إلا إياه .
لا يحسن الثناء عليه غيره .
إن قدسته أو سبحته أو مجدته فهو الذي علمني . إن حمدته أو كبرته أو وحدته فهو الذي ألهمني . إن عبدته أو شكرته أو ذكرته فهو الذي أكرمني .
صفات المدح في الكاملين ذرة من كماله ، ونعوت الفضل في الأبرار نفحة من أفضاله ، ألسنة المادحين وأقلام الواصفين حائرة في جلاله ، من أنا حتى أمدحه ؟ من أنا حتى أمجده ؟ من أنا حتى أثني عليه أنا الذي خلق من تراب أصف الملك الوهاب ؟ أنا الذي صور من طين أذكر جلال العالمين ؟
إن الخجل يملأ فؤاد من خلق من ماء مهين ، إذا قام يشدو بأوصاف أحكم الحاكمين ، اللهم إن أشرف تاج أحمله تمريغ أنفي على التراب لجلالك ، اللهم إن أعظم وسام أحمله وضع جبهتي على الأرض لعبوديتك .
أنا الظالم لنفسه المعترف بتقصيره ، المقر بذنبه ، وأنت الجواد الماجد الغني الحميد ، عز جاهك ، وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك . ولا إله غيرك .
يا الله سجد وجهي لك ، يا الله خشع سمعي وبصري لك ، يا الله رغم أنفي لك ، يا الله ذلت رقبتي لك ، يا الله وجل قلبي منك ، يا الله اتجهت نفسي اليك ، يا الله حسن ظني فيك ، يا الله طاب الحديث عنك ، يا الله كمل التوكل عليك .