أَلْـــمُــهَــلْـــهـِــل ُ
[poem=font="anaween,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.ab33ad.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/11.gif" border="double,5,darkred" type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
مَــعَــانيْ نَـمَـتْ بِاْلقَلْب ِ مِـثْـلِيْ يُدِيْرُهَـا=تُـهَـلْـهِـلُ أَفْـكَـاْرِيْ جَوَىً وتُنِـيْـرُهَـا
وَلِلشِّعْـرِ تِـيْـهٌ يَنْحَنِيْ لِمُهَلْهِلٍ=وَلِلبَوْحِ فَنٌ زادَ فِيْهِ شُـعُـوْرُهَا
أَتَتْهُ القَوَافِيْ فِيْ شُجُوْنٍ وَأَسْبَلَتْ=إِذا مَا شَدتْها فِي الْمَعَانِيْ عُطُوْرُهَـا
رَوَائِعُ لمْ تَمْـنَـحْ رُؤَاهَا لِشَاعِرٍ=تُنَاجيْهِ بالآصَالِ وَهوَ أَمِيْرُهَـا
دعَتْهُ المُرُوءَاتُ التَّيْ قَدْ أَسَرْنَهُ=أَسِيْرٌ بِهَا إذْ لا يُلامُ أَسِيْرُهَـا
إلى رِئَةِ الأَشْعَارِ يُهْدِيْ مَحَاسِنَاً=فينهَلُ مِنْهَا قيْسُهَا وجَريْرُهَـا
صَبَا الشِّعْرُ في وِجْدَانِهِ وَكيَانِهِ=يُدِيْرُ الكُؤُوْسَ الْحُمْرَ فيْمَا يُدِيْرُهَـا
ولِلصَّافِنَاتِ البيْضِ أَلفُ حِكَايَةٍ=تُردِّدُهَا الأجْيالُ زهْواً تُثِيْرُهَا
وَلِلثَّأْرِ حَقٌ فِي الرِّقابِ دُيُوْنهُ=وَلَوْ طَالِتِ الأَزْمَانُ تبقىَ سُطُوْرُهَا
رَأَىَ الغَدْرَ عَارَاً والخِدَاعَ مَذَلَةً=فليْسَ مَحَلُّ الطَّعْن ِ عَدْلاً ظُهُوْرُهَا
لِمَنْ غَنَجٌ يَخْتَالُ مِنْ كُلِّ نظْرَةٍ=إلى الكَاعِبِ الحَسْناءِ فَاحَ بَخُوْرُهَا
وَثَغْرٌ طُلُوْعُ الفَجْرِ مِرْآةُ صَبْوِهِ=وَوَجْهٌ كَأنَّ الشَّمْسَ لاحَ سُفُوْرُهَا
تَغَزَّلَ بالأقْمَارِ والنَّجْمِ تَارَةً=ويلْثِمُهُ عُنَّابُهَا وثُغُوْرُهَا
وَتَحْضِنُهُ الآرَامُ جَذْلَىَ صَبَابةً=وَمِنْ غَيْرِهِ كَمْ ذَا كَثِيْرٌ نُفُوْرُهَا
فَلا صُـلْحَ يُنْسِيْ فِيْ كُلَيْبٍ ندَامَةً=ولوْ جَالَتِ الأَرْضُ المُثَارُ شُرُوْرُهَا
فَلا صَوْتَ يَعلُوْ والقَصِيْدُ مُجَلْجِلٌ=وتَغْلِبُ بالأَحْزَانِ تَغْلِيْ صُدُوْرُهَا
فأَقْسَمَ عَنْ خَمْرِ الكُؤُوْسِ تَعَتَّقَتْ=فَلا عِطْرَ بَعْدَ اليومِ تُهْدِيْ زُهُوْرُهَا
رُؤُوْسُ الأَفَاعِيْ لِلقِطَافِ تَهَـيَّـأتْ=فهَذِيْ مَنَايَاهَا وَتِلكَ قُبُوْرُهَا
وتلكَ بَسُوْسُ الشَّرِ إِذْ عَطَّرَتْ لَهُمْ=يَدَاً فِي الْوَغَىَ قَدْ بَانَ مِنْهَا سَعِيْرُهَا
وجَسَّاسُ فِي الأَحْلامِ أمْسَى مُفَزَّعَاً=ولَمْ يَدْرِ أَنَّ الحَرْبَ حَانَ نَفِيْرُهَا
كأنَّ أمَامِي الزِّيْرُ يَرْمُقُ عَاذِلاً=تُلامِسُ كفِّيْ كَفُّهُ وَتُجِيْرُهَا
يُسَائِلُنِيْ عَنْ خَيْل ِ وَائِلَ خُضِّبَتْ=وَعَنْ فِتْيَةٍ فِي الْمَجْدِ قَلَّ نَظِيْرُهَا
وَعَنْ مَاجِدٍ لازَالَ يَرْقُبُ نَشْرَهُ=مَعَاليْهِ قبْلَ البَعثِ تَمَّ نُشُوْرُهَا
تَخَافُ إِذَا الفُرْسَانُ كَرَّتْ قُدُوْمَهُ=فَقَدْ كَانَ محتُوْمَاً لَدَيْهِ مَصِيْرُهَا
هَنِيْئَاً أبَا ليْلى فَنَسْلُكَ مَاجِدٌ=وأَحْفادُكَ الأَفْذَاذُ عَزَّ عشِيْرُهَا
فهَذا ابْنُ كُلْثُوْم ٍ يُضَرِّجُ قَيْلَهُمْ=وَذَا الشَّاعرُ الفَخْرُ الأبيُّ سَفِيْرُهَا
وتِلْكَ الأَمَانِيْ قَدْ مَضَتْ فِيْ تَوَلُّهٍ=كَأَنَ سَميْرَ النَّيِّرَاتِ سَمِيْرُهَا
تدَاعَتْ وفِيْ صَمْتِ الْهَزِيْع ِ مشَاعِرٌ=وتَنْسَابُ عنْدَ الفَاتِنَاتِ خُصُوْرُهَا
لِمَنْ سِحْرُهَا عَنْدَ المَسَاءِ تَمَايَلَتْ=عُقُوْدُ جُمَانٍ قَدْ حَوَتْهَا نُحُوْرُهَا
تُسَافِحُ أَنْغَامَ العَشِيِّ وتَنْتَشِيْ=بِقَدٍّ رَشِيْقٍ قَدْ حَبَاهُ سُرُوْرُهَا
وَلَوْلا خُطَاكَ الغُرُّ فِي الطَّعْنِ وَالنَّدى=لَضَاْعَتْ مِنَ الأَخْلاقِ حِيْنَاً أُمُوْرُهَا
تَرَكْتَ لنَا ذِكْرَى تُجَدِّدُ صَيْـتَـهَا=كَأَنَّ عُصُوْرَ الدَّهْرِ طُرَّاً عُصُوْرُهَا
جَوَاهِرَ أشْعَارٍ تَبِيْتُ مُضِيْـئَةً=ويُرْهِفُ أَسْمَاعَ الزَّمَانِ أَثِيْرُهَـا
فيَالَكَ مِنْ نَبْعٍ تَقَاطَرَ مَاؤُهُ=تُنَاجِي الْقَوَافِيْ فِي مَدَاهُ بُحُوْرُهَـا
وَيَهْفُوْ إِليْنَا كُلَّمَا ذَابَ صَوْتُهُ=حُدَاءً يَحُثُّ الْعيْسَ أَوْ يَسْتَثيْرُهَا
أَطَالَ فِرَاقٌ بَيْنَنَا أَمْ تغَيَّرَتْ=مَلامِحُ أَشْجَارٍ رَمَتْهَا جُذُوْرُهَا
فَلُوْ عُدْتَ للأَرْضِ التَّيْ كُنْتَ هَائِماً=لأَنْكَرْتَ دَارَاً كُنْتَ قَبْلُ تَزُوْرُهَا
وأَنْكَرْتَ طَعْمَ المَاءِ مِنْ كُلِّ مَشْرَبٍ=فأَحْوَاضُهَا كُدْرٌ ومِلْحٌ غَدِيْرُهَا
وَلمْ تَعُدِ الرَّاياتُ حَمْرَا كَعَهْدِهَا=وَمَا أُصْدِرَتْ بِيْضَاً وَكَيْفَ صُدُوْرُهَا
فَلِلأُمَّةِ النَّجْبَاءِ هَمٌّ مُحَيْرٌ=تَبَدَّدَ مِنْهَا فِكْرُهَا وحُضُوْرُهَا
نَنَامُ على الأَوْجَاعِ وَهْيَ مَرِيْرَةٌ=وفِيْ كُلِّ نَفْسٍ حَسْرَةٌ وَزَفِيْرُهَا
وَفِيْ مَحْفَلِ الأقْوَامِ سِرْنَا إلى الوَرَا=وَلا هِمَّةٌ إلاَّ تَبَدَّى فُتُوْرُهَا
فَسِيْرُوا إلى فَجْر ٍ تَجَدَّدَ عَهْدُهُ=ومَنْ رَكَبَ الجَوْزَاءَ عَسْفَاً جَدِيْرُهَا
وهَذيْ تَرَانِيْمِيْ تَزفُّ مَلاحِمَاً=وتلكَ العَذارَىَ إذْ تَزِيْدُ مُهُوْرُهَا
[/poem]
شِعر: عبدالإله المالك