يقول الشاعر محمد البدراني :
.
.
شفني من غيابك وجع كم تشكلت
كلي ملامح طين ليه انت راجع
.
.
وأحاول أن أقول وأختصر :
هذا البيت تحديداً مشهداً , درامياً , سينمائياً , مذهلاً لايمكن التغافل عن مافيه !
بلورة الهيئة الخارجية والداخلية للحزن وتصويرها للمتلقي بهذا الربط لايتقنه أي شاعر
إذ أنك لم تكتفي بــ أن تعبّر عن الحزن الداخلي فقط بل ربطت ثمرة الحزن الخارجي والنتيجة لتكون / كم تشكّلت !
لتستكمل / كلّي ملامح طين ! , الطين هو اللبنة الأساسية للبشرية الأستشهاد به هو ومضة لنقل المشهد الحي بصورة أعظم
كلمة : تشكّل : تَأَلَّفَ , تَكَوَّنَ , تَخَلَّقَ
وأيضاً تَمَثُّل , تَصَوُّر
إذن لو أردت ربط هذا بتلك بومضة لقلت : تشكلّت أستطيع الاستدارك فيها : بخلق الإنسان ... ملامح طين : الشيئ الذي يُخلق منه الإنسان !
إلا أن الفكرة لما تكن هكذا بل كانت إحالة الصورة لإستعارة ثقافة خلق البشرية لتحويلها إلى أي مدى وصل المتحدث فيه من الحزن إذ
أنه بدأ فيه الحزن ينمو من إنساناً داخلياً حتى تشكّل إنساناً شعورياً آخراً مستسخاً منه ...
ثم تأتي الوقفه والإستدراك : ليه إنت راجع ؟
هنا نعود لكل ماذكر قبل البدء والنهاية : إذ أن الإنسان خلق من تراب ويعود للتراب وبعد إنتهاءه لايفيد أي شيئ !
فقد تحول من حيّاً إلى ميتاً ـــ الكناية هنا واستعارة التشبيه الذي أومئنا به قبل هو: موت الشعور الذي لايمكن أن يعود .
.
.
شكراً محمد .