منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - غـــــــــــريب،أنــــــــا..
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2012, 02:42 AM   #1
المصطفى الكرمي
( شاعر )

الصورة الرمزية المصطفى الكرمي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

المصطفى الكرمي غير متواجد حاليا

افتراضي غـــــــــــريب،أنــــــــا..


غــــــــريـــــــــب،أنــــــــــــــــــــــــــ ـــا..



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




غريب أنا.. في موطني،موطن زنبقة،
بين السهل والجبل،


عريب أنا..،
ومذ سقط رأسي الأرض
وحبوت على ركبتي دوما على سفر،


غريب أنا..وكيف سفري،اليوم غير أسفاري بالأمس..؟
وكيف أرحل عن موطني،موطن زنبقة،وقت الفجر،
في موقع صغير جدا في الكون،
بحجم نور في مقلة العين،في بهيم الليل

غريب أنا..
وكيف أسافر في عز الشتاء،وموطني يبكي السماءـ..يتوسلها بنحيب وشجن،
وبصوت رخيم يترجاها أن تمطر،
وكيف سفري عن موطني،موطن زنيقة،وكر لمملكة النحل،
ومرتع الحجل
في مواسم قطاف الزيتون،
والبرتقالـ الأصفر،
وزهر اللوز،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وإستراحة جناة العسل..
ثم،..
مابي كنت على عجل..
وكيف أصيحت قبل ما الصبح يصبح،
وفي لحظة أسرع من البرق،
وجدت نفسي وقت العصر،
في موطن آخر،بدون أصيل،لا هو مساء
ولا هو بليل..
أرى في سمائه أسراب طير نورس يحلق،..
أرى القمر،
ولست أرى فيه البحر،
جوار نهر، ’’ذاك العظيم’’ الرقراق،الذي يعرفني كما أعرفه،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لازال مثلي يرقرق،
ومثلي يجري،هو الآخر قادما من الأطلس،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نتلو معا كتاب الحياة،وجدناه معا ،جنبنا يوم كنا معا على المهد..،
ذات يوم،
كان أول يوم في أجمل خريف،أهدانا عمرا،
وكتابا،
بدون غلاف،
بدون عنوان،
مثلنا يحكي،
تارة نبكي،..
وتارة أخرى نبتسم.

هو،ذاك الرقراق يصب دمعه في المحيط،
وأنا ذاك الرقراق، بدمعي أكتب،

غريب أنا،
أكتب بدون نقط ولا فواصل،
ولا همزة وصل،
ودون الرجوع إلى السطر..
أشرح وأملح.._بكسر اللام_
ولست أكتب سوى عن ما أراه بأم العين،
و عن ما ومن ألاقيه وما لاقيت..
ومشاعر الإنسان أحيانا،عصافير،
لا تطيق قفص الصدر،
ولا معاقل الدم،
وأحيانا أخرى أجراس ترن،
نواقيسها من فضة،
ومواطنها من ذهب..
أبيض وأسود،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

غريب أنا..
في موطني،
موطن زنبقة،
قلبه على المطر،
وورده يذبل.

وصغيرتي الحياة تدب في حلقي،
كقطرة ماء تعبر حنجرة ظمآن يعبر السبيل،وكل السبل،
كمحطة قطار،شغالة لا تتوقف عن توفير السفر في هذا الإتجاه وذاك الإتجاه،
لا تمل من عبور هذا القطار،ورسو ذاك القطار....

غريب أنا،
في موطني،
موطن زنبقة،
جنب الغدير يكاد يجف.
أعياه إنتظار هبوط الماء من قمة الجبل،
وكأنه يسمع صوت الماء..
وصوت راع غنم جلس القرفصاء،
يلم بعصاه حفنة حصى ورمل،
يفكركيف يبني بها سرايا لمملكة النمل،


غريب أنا،
في موطني،
موطن زنبقة،
أكلت ’’الجريحة’’ عشب العرصاة،
وزجاج نوافذ بيتي إشتاق لسوط الشتاء..
بيتي بدوره مشتاق لقصف الرعد،

أنا أيضا وحشتني مظلتي،
وحشني كل شيء يعيد المطر..





المصطفى الكرمي.
الفاتح مارس 2012

 

المصطفى الكرمي غير متصل   رد مع اقتباس