اعتزل تاريخك المهزوم
وصفف على مهلٍ أصابعك
ولا تكترث إذا جاء خنصرا في موضع السبابة
فالغَرْفُ تنزفه الأصابع
كيف كان ترتيبها
والإشارة بالعين
أمضّا من حد الإصبع
توضئ بالفجر وقت الفجر
ولا تأبه ببرد يراقب ارتعاشة أناملك
واقرِءْ السلام على كل نخلة
عمرها بعمر خيبتك
صافحها بكل دفء
ولا تنظر لعينيها
كي لا تصاب بعدوة منها
أو تصاب هي بعدوة منك
فالعيون أصدق حامل لأوجاعنا والفرح
اعتزل تاريخك المهزوم
وسرّ
وارتطم
وتفائل
وتفاعل مع الليل قبل ولادته
ومع الوردة الحمراء
أو الصفراء
أو البيضاء
أو أي لون كان لونها
حين تتحرش بحدس الوقت
بالسكون المتوحد بالظل
برتابة اللون المندس في الأشياء
حين تشاكس الجن وشياطين الفنجان
ولا تهادن الرمادي
لا تهادن
ولا تلك الشروخ الموسعة لوجه الماء
ولا تعترف بالمشاجب المُخِلة للمطر
ولا صوت الصفير اللابس للصدى
ولا بخطو لا يهزّ الأرض
حين يقول المسافة
اعتزل تاريخك المهزوم
تهندم على وقع قيثارة تؤمن باللحن
اربح ولو مصادفة
رقصة اغريقية أو غجرية
تُعيد لمفاصلك المتحنطة الحياة
در ثملا في عيون امرأة
تُجدلك عشقا على نهديها
تُهدهدك قصيدة نبيذية على شفتيها
ترشقك بوابل من احتراف الثوارت
وتولد من جديد على ساعديها