استسمحك عذراً شاعرتنا الكريمة في أن أعرض بعض ما توقف بي في هذه القصيدة:
ووصلي صار مكروهاً*
ولا تدري له طرقا
( لا تدري ) تميل عن المعنى الذي أشار إليه الصدر من كره الوصل، فهي هنا تعني أن يحارَ في طريقة الوصل وهو يكرهه، ولا يستقيم المعنى بذلك، ولو كان ( ولا تبغي له طرقا) لكان له دون منازع.
كذلك في البيت الثالث تأخير الفعل ( عشقا ) عن متعلقه ( ممن روحها ) أضعف بالتركيب، والتفَّ عن وضوح المعنى.
وفي البيت:
إلهي كان لي خلٌّ
لزهر حياتي العبقا
لا أدري ما علة نصب ( العبقا ) خصوصاً وأنها ليست خبراً لكان.
( وأشهق حرفه حباً وأزفر غيره حرقا)
لِمَ اخترتِ الحرقة علة لزفير حروف الغير، لا أظنه مناسباً أن يكون اللاعج من ذكر حروف غير الحبيب لمجرد أنهم غيره فقط.*
من إن شاءَ أمراً كانَ
رتقاً فتقَهُ ، فُتقا
كثرة الحروف المتشابهة وتكرارها وتواليها جعلها متنافرة في هذا البيت!
كأنّي منه قد خُلقت
بلادي ، و هْو لي خُلقا
رمى ظلاًّ على ظلي
و غابَ و لم يجُدْ بِلِقا
أما في هذين *فكان الشعرُ يترنم مأخوذاً بالمشاعر التي أجريتِها في وريده!
اعذريني إن أنا أثقلتُ عليكِ بملاحظة أو أخرى، ولكنه اليراع الذي نعتقد فيه جمالاً أشار لنا.
تقبلي شكري.