ليس لحروفها عنوان ..
تحية شاحبة .. من غير ألوان ..
..
.
لوحتي تخلو من الألوان !!
يا ترى أين رحلت ؟!
هجرت الكون بأكمله
أم أنها اعتزلت العالم لحين ظهور شيء ما ..
كيف لي أن أترك لوحتي بلا ألوان !..
/
فلأبحث عنها
علها تاهت في دروب النسيان
ربما غصت بظلم ما يدعى بالإنسان
بحثت كثيراً ..
وأخيرا ؛
رأيت الأحمر ..
لكنه بدا مختلفا عما كان
وجدته ملطخا بالدماء
واصلت المسير
خلت الأخضر .. يتلوى صارخا
وإذا به يشير لطبيعة كانت
خصبة غناء
اجتاحت كيانها أعاصير ونيران
أما الأزرق تلوثت أجواءه بغيوم شاحبة
تهدد بهطول بركان
والأصفر .. مات
وحيدا .. تائها حيران
أين أنت أيها الأبيض ..؟
مسكين أيضا !
صار من شدة الألم شبيها بالرماد
وفر تاركا خلفه كومة جنان
الغريب أني لم أرى لونا .. يحمل سوادا في كل الأركان
هويته .. الحزن .! وربما صفاء ونقاء
أم أنه هو الآخر قرر الانسحاب
هرب هو أيضا !
لا فرق بينه وبين البقية !!
غير أنه ملك الألوان
عجبي .. فلكل شيء لون أو عدة ألوان
إلا .. " الغباء ؛ الجنون
الصمت
/
والهذيان "
فليس لحروفها أي عنوان
أظن بأني في يوم من الأزمان
سأحاول عبثا صنع بعضا من الألوان
من اللاشيء أخلق شيئا
لعل تجاربي تبوح بنتيجة .. أشبه بالعدم
لن أترك لوحتي حائرة بلا ألوان
تعبر عن .. فضاء / هرب
بوح
/
أو كتمان
سأحاول !!
فربما أخلق لونا مختلفا عن سائر الألوان
يعبر عما تحويه مشاعر البشرية جمعاء ..
يعلن عن .. ضياع ؛ ظلم ؛ بكاء
أو حتى فيضان
فما عادت ألوان البشر تستهويني
ولا خارطة العالم تحويني
//
حور
6/11/2004