منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ بعضُ فرح ] ..!
الموضوع: [ بعضُ فرح ] ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2012, 04:14 PM   #871
فرحَة النجدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية فرحَة النجدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 745

فرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي





ما أَجمل أَن تستيقِظَ صَباحاً على صوتِ محمد صديق المنشاوي ، يالله له صوتٌ لا يبرحُ مُخيلتي حتى و إن أَطفأَتُ الجهاز ! أُكمل معه التلاوة حَتى و إِن كُنتُ للتو مستيقِظة من نومي و أَنسى ذِكر النشور و النهوضِ من المضجع !

أعيش معه جو آيات الكلمة الطَيبة و الأخرى الخبيثة فو اللهِ لا أَصدقُ و لا أجلى منها حين أَسمعُها منه .

صوتهُ عالقٌ بالذاكرة اﻷولى مذ كنا صغاراً ، إذ تستيقظُ أُمي لصلاةِ الفجر ثم تض...بطُ جهاز المذياع على قناة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية هذا إن لم يكن مؤشر المذياعِ مثبتٌ عليها على الدوام ،
و حالما توقظِنا للصلاة فالمدرسة يكون صوتُه أول اﻷصواتِ الـ تخترق مسامعنا بعد صوتِ أُمي !

صوتُه لا زال يُحيى فيّ الحنين للماضي ، للصباحاتِ التي أصحو فيها بتثاقل و ألعن فيها المدرسَة و كُل شيء يتعلق بها و الدقائق الـ أختلسها للنوم قبل أن تُعيد أُمي الكرة فتوقظنا بعصبية . هههه ، أما دورة المياه في أَيام البرد فحكاية أخرى ، كنت أملأُ الحوض للمنتصف بالماء الدافئ و أُغرق ذراعيّ حتى منتصَفهما و أَغفو واقفة حتى إذا ما ارتابت أُمي ضَربت الباب مناديةً إياي فأصحو فزعة و أغسل وَجهي دون تفريش أسناني و أخرج ، و لكم أديت صلاة الفجر بلا وضوء و أَحياناً أغفو فيها أيضاً هههه ! يا الله ، أَما تعودُ تلكَ اﻷيام .

كنتُ و راشد و أخي اﻷكبر نقتسم الغُرفة ذاتها كُلما أيقظت أُمي أحدنا حولناها للآخر و النهاية الحتمية تقع على اﻷضعف حتماً ، إما أنا أو راشد . و ﻷن دورة المياه بعدهم تُصبح مزبلة ، معجون اﻷسنان مفرغ على اﻷرض أو الجدار و كأنهم يفرشون أسنانها أيضاً ، أحدهما نسي أن يشد حبل المرحاض و اﻷخر نسي النعل في منتصف دورة المياه ، و الكثير من القررف ههههه نضج عقلي الصغير و فطن أن المستيقظِ اﻷول هو اﻷفضل ، فأصبحتُ أُسرع في النهوض .

كنتُ و راشِد نقطع المسافة إلى المَدرسة معاً ، شغبنا الطفولي و صخب ضحكاتنا الطفولية كانت اﻷجمل في حياتي . مغامراتنا كانت مممم [ رهيبة ] هههه ، و حمايته لي ، مرورنا عبر اﻷزقة و الحارات ، رائحة السمبوسة الـ تنبعث صباحاً من دكان صغير بالقرب من مدرستينا المتواجهتين !

طُرق العودة كانت هي اﻷكثر ابهاجاً ، نعبث باللوائح و نقطع اﻷزهار الرديئة المزروعة على جنبي الطريق و نحضرها ﻷمي تعبيراً عن حبنا فتضحك ، كم كنا أبرياء .

نستحضر الدروس معاً ، نأكل معاً ، نضحك معاً ، نبكي معاً بعد مغامرة يصاب بعدها أبي بنوبة غضب فيخبئ كل منا صاحبه لئلا يأكل علقة ساخنة، و ننام في التوقيت ذاته و نحن نستعيد مغامرات يومنا ! آه ، و الزمن يمضي و تفصلني اﻵن عن راشد أربع سنواتٍ و نصف ، و كلما كبرتُ إتسعت الفجوة و لكن حتماً لن تزداد الجفوة !


ياربِ هل حضّر صوتُ المنشاوي طقوسَ الذاكرة هذه كلها في نفسي اﻵن !

أوه ، إنّها الجمعة .
جمعني الله براشد في جناتِ النعيم
كما جمعني به و بكم على هذه اﻷرض الفانية !

جمعتكم مﻵى برضوانِ الله و رحمته !

 

التوقيع



قَدْ سَفِهَتْ عُقولُ بَعْضِ الّناسِ حَتى اعْتَبَروا
قِلَةَ الّتَأَدُبِ مَعَ اللّهِ في أطروحاتِهمْ أَدَباً .!!


.



لله رب العالمين ،
ثابتة على قيَّمي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


My Facebook
https://www.instagram.com/alnajdi_f/

فرحَة النجدي غير متصل   رد مع اقتباس