الشاعر/ سلطان الغنامي ..
في روح الإبداع هناك التواضع الجمّ في أجمل معانيه..
وفي ألق الرياح تمكن الشاعر من التحليق عاليًا ليلامس سقف الإبداع وسماء الشعر الثامنة بكل إرهافات السمع وتألق الصور الشعرية ..
وأيضًا تمكن الغوص والإبحار في أعماق الشاعرية العذبة .. ليجلب المحار واللؤلؤ .
كل هذه الأبيات لم يكتبها سلطان بل كتبته وقدمته لنا كما عودنا وعهدناه .. شاعرًا مميزًا ..
علو نبض المشاعر والأحاسيس عبر انزياحاتِ الدلالاتِ اللفظيةِ والمعنويةِ والحسيةِ ظاهرة للعيان وماثلة بسحر البيان ..
الاستدلال والاستشهاد بكينونة الحياة: الماء والشجر والطير والأرض .. كل هذا في قصيدة حيّة ولاّدة تنبثق من رحم الحرف ..
فتنعرج بنا الكلمات إلى المحبوبة والدخول في أهلة الغزل ومحاريبه .. فتستقر بنا الأبيات إلى الغرض الأساس وهو الغوص في الحكمة وهي ضالة المؤمن ..
النص ككل كتب بقالبٍ شعريٍّ معتاد ومتعارف عليه ,, ولكن الشاعر يأبى إلاّ أن يطوعه بإسلوب حديث وعصري وبلغة نقية وحداثية وعصرية متوشحة بالجزالة والدقة البارعة في انتقاء واختيار المفردات الخاصة بها ..
هنا بكل تجرد أتى بنا الشاعر طواعيةً إلى نبع معين ماء الشعر .. فوجدناه ماثلاً سلسًا رقراقًا عبقًا تنثال عباراته وصوره وأخيلته على ظلال الأفئدة الجذلى ..
يا أخي سلطان الغنامي ..
لقد أبدعت بحق .. فالله دَرُّكَ