اهداء الى روح زميلي شهيد القلم بختي بن عودة في ذكرى اغتياله السابعة عشر
بختي ...
يا شهيد القلم
أيمكن أن أنساك
وأنت الأبقى
وقد كتبتك في ''نصوص الفجيعة''
وها أنت تقيم إقامتك الأبدية
في ''دم الذاكرة''
أنت الآن بيننا وفينا ومعنا
الوقت يمر ...
والزمن فقد كل معنى
نتذكر...
ولا نستطيع ربط الحدث بزمن اللعنة
نتريث... لعل الذاكرة المتعبة
قد خُدشت بما يكفيها
فتأبى الحكمة
حين يداهمني وجه بختي
يداهمني وجه زعيتر
و يفصح وخديجة
والعابرون
يبتسمون لقامة الشهادة
إن كتاب الموت، الأصدقاء، الإرهاب،
يحتاج إلى أسراب من طيور تحترق
وإلى أن نموت كثيرا
وعميقا في الكتابة والتجريب
علنا نكتب أحرفه الأولى
من أجل أن يبتسم القادمون
في جزائر السلام .
بختي ...
ها أنت تستريح ...
في بياض الأبدية
مازلتَ تنبعث في يوميّنا الناقص أملا
مازالت لغتك
ترشدنا بالرنين ذاته
لحداثتك العالية
أتأمل غيابك في مرآة مشروخة
و أقول لك يا بختي ...
ما أصعب أن نبكي بلا دموع
وما أصعـــــب..
أن تذهب بلا رجوع
وما أصعب أن نشعر بالضيق….
وكأن المكان من حولنا … يضــــــيق
ما أصعب أن نتكــلم بلا صـــــوت
و نستفسر
عن ذنب لم تقترفه
ما أصعب أن نشـــــعر
بالحــزن العميـق
وكأنه كامـنٌ في داخــلنا
ألـــم عريــــق
ونصيــر و الحزن و النـدم فريــق
و الدمــــع الغريـق
و يتحــول الأمــل الباقي إلى…. بريـق
ما أصعب أن تعـــيش داخــل نفـــسك وحيـدا
بلا صديــــقِ… بلا رفيـــــقِ
لكنك كنت الرفيق و الصديق
نشـــــعر
أن الفــــرح بعـــــيد
نعانى من جــــرح…لا يطــيب
جـــرح عمـيق.. جـــرح عنـيد
جـــرح لا يـــداويــه طبيـــب
ما أصعب أن نـرى النـــور ظـــلاما
ما أصعب أن نـرى السعادة أوهاما
لكنك لم تمت صديقي
و رنين الحداثة يقرع حرفا أبديا
لكل إنسان
و ابنتك أسمهان
دمك يجري حيا املأ
في جزائر السلام