ماري ،
أو ماغي بنطق فرنسي رقيق،
الرقة هنا تبقى بين قوسين.
و بعربية أفصح / مريم .
من طهر العذراء و بياض نوايا أمي ،
إلى طيبة البلجيكية التي التقيتها منذ سبع سنوات و لا أزال أتذكر مرحها،
و خوفها القاتل من ركوب المصاعد !
( أعترف اليوم بشجاعتها الخارقة فقومنا يخافون حتى الكلام )
إلى ماري الجميلة كما أحببت تسميتها،
و ماري جولي كما سمّاها أهلها، و جولي تعني الجميلة .
.
.
ماري الجميلة،
فرحَت لخرق القوانين و وجود محجبة في صفوف ثانوية فرنسية .
كانت صديقة لصديقتي/ مضيفتي، و للأمانة كانت أول من يسلم علي بحرارة،
أو بأمانة أكثر أول من يسلم علي.
تشدّ على يديّ كل صبح في محطة القطار و كأنها تخبرني بصمت أنها معي، مهما حدث .
تكثر الحديث بعفوية مطلقة، و تكثر أيضا الأسئلة عن الصلاة و الحجاب و الحلال و الحرام،
تمنت مرة لو تجعلني أصلي في الشارع حتى تشبع فضولها !
كانت تسأل بحب و إعجاب، و قالت لي ذات مرة بهدوء على غير عادتها :
- أغبطكم على الاحترام الذي يفرضه الإسلام، نحن هنا أصبحنا أجسادا دون روح .
.
.
ماري جولي،
شعرها الأسود، و تقاسيمها الشرقية،
جعلت أحد موظفي المطار في المغرب يكلمها بالعربية،
و عندما أخبرته بكونها فرنسية اعتذر لها،
و أشار بلطف إلى الشبه الكبير بيننا ، و بينها .
- أعتذر نيابة عنه ماري، لم يعلم أن تلك كانت أكبر الشتائم التي وجِّهت لكِ ! -
و ماري كانت تغتنم كل فرصة للاستهزاء بالإسلام،
بصدق حقدت عليها نوعا ما، لكن لم يكن هذا السبب
السبب هو أنها تستطيع ارتداء الصليب في كل وقت و كل مكان ،
لكن كلّ محجّبة تتعرض للمذلة خارجا، و يتوجب عليها نزعه " داخلا " .
مع أن لنا و لها، نفس الملامح !