من عتبات العنوان " لن أسترق السمع .." تهيئنا الكاتبة همسات للتحليق معها في فضاءاتها وإمضاءتها، إذ أن السمع مدرك محسوس فتحول عن طريق الإنحراف اللغوي لمادي بـ " لن استرق " لتمضي بناء قدما نحو منجزها السردي في لقطة أخرى " في داخل الأرواح أسرار .. وأصوات لا مسموعة " فـ " الأرواح " مجرد " فأتت هذه الصورة السردية لتجعل منه مكان يضج بالأصوات كمدرك سمعي ولكن " لامسموعة " وهنا مفارقة رائعة وصادمة للمتلقي بما تحتويه من طاقة وجدانية متشظية ، كما أن هناك تقابل بين " قناديل حبي " و " ظلمات أسرارك " معتمدة الكاتبة على التكثيف ولاختزال في بناء هذا المنجز السردي العميق الرؤية والرؤيا ، إذ أتت اللغة هامسة مندلقة ببوح شجي ندي يتناسب مع الفكرة العامة ، كما أن الصور الفنية تنهض على تراسل الحواس فيما بينها وما تحمله من الدلالات والإيحاءات الحسية والنفسية ، فالكاتبة همسات لها تجربة سردية ثرية مثرية ننتظر منها الجديد بكل حبور ، فشكرا لها وللوعي الذي يسكنها .