السيد ربيع الربيع
أولاً وقبل كل شيء هو أن تقول ما تفكّر به يعتبر نقطة تقدّم محسوبة لك لا عليك أبداً وأحترمها وأقدرها كثيراً ، كما أنني أودّ منك تقبّل وجهة النظر المطروحة بـ المناسبة أعجبني كثيراً محاولتك لـ تحليل الأمور وما المقال في نهاية المطاف إلا رأي لـ صاحبه يقبل النقاش ولا يقبل تقييم الصح أو الخطأ لـ أنّ لا أحد يملك الصح أو الخطأ .... وبعد ذلك نبدأ النقاش 
تقول: "لا يستطيع أحدٌ ان يُنكر ان الثورات العربية قد قامت لوضع نقطة النهاية في ذاكرةً مليئة بالظلم والطغيان والقمع الذي مارسته الأنظمة الديكتاتورية ضد شعوبنا في المنطقة العربية. هذه الشعوب التي انفجرت فجأةً وبتلقائية تامة بعد عقودٍ من الصمت والكبت . تجمعت بكل أطيافها في ميدانٍ واحد
كان الليبراليون والعلمانيون والمستقلون يقفون جنباً إلى جنب مع اخوانهم في الوطن والقمع من التيارات الأسلامية المختلفة.كان هذا المشهد أستثنائياً بالفعل . لكن و لسوء حظ هذه الشعوب أن ثوراتهم قد اشتعلت بالتزامن مع نية الولايات المتحدة الأميركية في شن حرب على إيران لأن الأخيرة أصبحت تُمثل خطراً كبيراً على مصالحها في الشرق الأوسط."
طبعاً أنا لست مع أحدٍ من الاحزاب أو الأطياف ولكن من البداية أشعر أنّك تريد التلميح إلى أنّ الأخوان لم يشتركو أو حتى السلفيين في الثورة وخاصة الثورة المصرية مع العلم أنّ الأخوان المسلمين وخاصة في مصر ضاربون بـ القدم في أوساط المجتمع ولهم أنصار بين أفراد الشعب وذلك يعني أن ممن شارك في الثورة هم ممن يعتقد بـ صدق الاخوان وكنتيجة هو يعتبر من مظومتهم والسلفيين من أكبر رموزهم الشيخ محمد حسان في مقاطع مصورة ظهر ينظم الناس ومعه الكثير من الشباب من بداية الثورة وذلك يعني أنّ المصريين جميعاً خرجوا لـ الثورة دون استثناء .
.......
"الولايات المتحدة الأميركية التي وجدت أن الأنظمة العربية المُسنة المتهالكة قد لا تكون ذلك الحليف القوي الذي تتمناه في حربها على إيران. و فضلت التوجه إلى دعم الثوار العرب وإستغلال مطالبهم وأحلامهم الطاهرة النقية لإسقاط الأنظمة الحاكمة واستبدالها بالحليف الذي سيساعدهم بكل ما أوتي من قوة في حربهم على المجوس - أعداء الأسلام - من وجهة نظرهم ."
هنا تردد كثيراً عندما أرادت "كندليزا رايس" أن تشغل منصب وزير الخارجية سؤلت ما الأشياء التي سوف تضيفينها لـ السياسة الأمريكية عند حصول على الوزارة قالت نحن نحتاج تغيير جميع رؤساء الدول الصديقة ... وأقول أنّ أمريكا تريد أن تخطف الثورات العربية وأهمها الثورة المصرية لـ أهمية مصر والثورة السورية ، ولكن مشكلة الديموقراطية متشكلة لا يستطيع أحد أن يراهن عليها خصوصاً إذا حكم الشعب نفسه بـ كل ما تعنيه هذه الكلمة ، ولكن لا بد أن نعلم تماماً أنّ أمريكا لا تريد هذه الثورات كلها ومن أهمها سوريا فـ هي تريد الأسد وعندما ثارت الشعوب بـ صدق فـ إن أمريكا الآن تحاول الركوب وكـ أنّي أرى القادة الأمريكا متعلّقين بـ باب قطار الثورة محاولةً لـ الركوب .
.........
"انهم الأخوان المسلمين، تلك الجماعة المتعطشة للسلطة ، الواثقة في الولايات المتحدة
الأميريكية لدعمها ثورات الربيع العربي، والذين سيشكلون حائط صد سني قوي.
سلاحهُ إيمانهم بأن محاربتهم لإيران أو الشيعة هو نصرة للأسلام وجهاد لرفع رايته بغض النظر عما إذا كانت هذه الراية تعلوها راية أخرى تحمل علم الولايات المتحدة الأميركية.
و ها هم الأن قد وصلوا إلى مبتغاهم في التحكم بزمام الأمور في اليمن و مصر و تونس و ليبيا وما زالت المحاولات مستمرة في سوريا لنهب ثورة الشعب كما حدث في دول جارة و صديقة ."
أقول ... لا بد أن نعلم منهم الإخوان خصوصاً في مصر الأخوان وأنا لست موافقاً لهم في كثير من الأمور حيث أنهم يعملون لـ الجماعة أكثر من أي شيء آخر ، ولكن علينا أن نعلم أنهم أكثر من عذبوا وعاشوا في السجون وشرّدوا منذ جمال عبدالناصر وما فعله معهم حتى مبارك طبعاً أنت جمعت جميع الدول مع الاختلاف بينهم كثيراً . والاخوان ومحاليفيهم لهم مواقف سلمية مع الإيرانيين وأهم ما فعله خالد مشعل في الذهاب لـ إيران لـ طلب المساعدة !
........
"الولايات المتحدة الأميركية تتعامل بازدواجية سياسية قذرة تبرهن ما سبق ذكره في المقال. فها هي اليوم تدعم الثوار السنة في سوريا ضد نظام علوي موالي لإيران، وعلى الجهة الأخرى تدعم نظام سني ضد ثوار شيعة في البحرين ولاؤهم الأول والأخير لإيران - بغض النظر عما إن كانت مطالبهم مشروعة أم لا."
هنا أقول لك السيد ربيع استغرب الدعم الذي لم أراه حتى في التغطية الإعلامية فـ ما يحدث تماماً عكس ما تقول بل أنّ الأمريكان ولـ أول مرّة لم يتدخلوا في الشأن البحريني بل جعلوه شأناً خليجياً ، وأزيد أن كل المحللين السياسيين عرب وغيرهم أكدوا على أن ما يحدث في البحرين ليس إلا حركة طائفية .
أخيراً سيد ربيع الشباب الثور ليسوا محكورين على فئات محددة علمانية أو غيرها هم شباب ضاقت بهم بلادهم ظلماً فقط .
شكراً سيد ربيع