ما أجمل أيام الرسول علية الصلاة والسلام والتي وضعت للحياة مسيرة كلها أمل وبقاء على مكارم الأخلاق وحسن الجوار والتآخي ونبذ العنصرية والقبلية وتحقيق معنى للبشرية السمحة والتي هي كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت باقي أعضاءه بالسهر والحمى.
فأين نحن من أولئك القوم, وهذه جمعتنا هنا في هذا الحي الأدبي الراقي حيث قادتنا الأقلام والأفكار إلى تدوين ما تبوح به الأنفس من نزف وأوجاع ومن ضياع وتشتت أو إلى ما يسعدنا أحيانا من تحية الأخر للأخر بكل ود وسلام.
فهنا اليد يد واحدة دون أن نعلم ذلك أو نعي حقيقته الظاهرة أمامنا, فقط نحتاج أن نقر بذلك في واقع أنفسنا وننهج نهجه نتغاضى عن الأخطاء والزلات التي تعتري الواحد فينا فلو أساء أحد إليك أو إلي دون قصد أو بقصد فما أسمى خلق التسامح وبلفظ أعذرني أو سامحك الله فليس كل ما يشار إليه هنا ضرب من ضروب الترهات أو الخزعبلات والتي نضحك أحيانا بسخرية حينما نقرأها أو نرى أحد يدعو لها إنها ليست كذلك بل هي الرقي الفكري والعقلاني في تآخي الأنفس وسعادتها ورقيها ..
فلو رأى أحد منا نفسه يشارك هنا وهناك ولا أحد يعطيه بالاً مع أن حرفه الذي يبوح به يفوق الخيال لوجد نفسه في معترك الحسرة والبؤس فمما حال هؤلاء يا ترى ليحدث نفسه حديث المتهالك الذي يتمنى فيه هلاك لمن يراه لا يعيره أي انتباه يستمر يذكره حتى يلفظ بلفظ يقول فيه : متعاظمون متكبرون وهو لا يعلم بأن هذه الحال ليست كما يظن إنما هي تندرج تحت غطاء المزاجية أحيانا أو عدم توفر الوقت الكافي ليقدم واجب تسجيل الحضور سواء بالثناء أو بالتوجيه إن أمكن فليس معروفا بما يكفي هو حتى يندرج اسمه ضمن قائمة البرّاقة أسمائهم.
دعوة إلى التآخي تحت ظلال هذا الصرح الراقي
أخوكم علي