منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وكنتُ نسياً منسيّاً.!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2012, 08:36 PM   #1
محمد يسلم
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد يسلم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 148

محمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعة

Post وكنتُ نسياً منسيّاً.!


كما يجب أن نعيشهُ عشناهْ, وكما لا يجبُ أن نُنهيهِ أنهيتِه, ليتني متّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسيّاً, هي الحياةُ تبدأُ وتصحيحُ بدايتِها يأتي متأخراً لدرءِ النهايات المؤجلة كهذهْ, تختلط المشاعر ويتضاربُ الشأن في التعبير فلا وحيٌ نزلَ ليلُمّ شتاتَ ما تبقى من لغةٍ ولا حكمَ أتى لينبثقَ عنهُ تفكيرٌ جديدْ.

نعمْ كانت البدايةُ عظمة وأواسطها تيه تخللتهُ عتَمة تجاوزَ الزمن بنا ما تجاوزَ منها واحتفظَ بما قُدرَ لهُ من نهايةٍ كما تبدو الآنْ, عشناكَ أيها الحبّ ولم تعِشنا ضحينا لأجلكَ ايها الحبّ ولم تضحِّ لأجلنا, أحييناكَ ألفَ مرةٍ وحكايةٍ ودمعة ولم تتنفس لأجلنا, رمزنا للوفاءِ من خلالك, وكانَ الوفاءُ آخرَ الشيمِ التي احتفظنا بها لأجلنا قبلك.

نعم أيها الحبّ تجليتَ داخلنا إلهاً وعبدناكَ دون درايةٍ عما تنسجُه خيوطُ الظلّ وكنتَ أنتَ الظلّ, أيها الحبّ روديكَ لم يبقَ في الدهرِ متسعٌ من الدهرْ ولا القهر ولا الطهرْ إلا عبرناهُ سوياً, لم تكنْ ذاكَ الأزليَّ المخمليّ المدافعَ عن عباده معنا, لم تكنْ ذاكَ العظيمْ, لم تكن معنا سوى مرابٍ مرتشٍ قتلتَنا ونحنُ ندافعُ عن ذواتنا فيكْ, أيها الحبّ مهلاً فسوءتكَ عضّ عليها الظهورُ بالنواجذ, ولكنّ رغم ذلكْ سنعضّ على فضيلتِكَ بالسموّ والآلامْ والحزن الشفيفْ.

أيها الحبّ قتلتَ فينا العهودْ وبقتْ عهودنا رغم ذلكْ, دفنتَ فينا الأمل وبعثناهُ خالصاً لقلوبنا لا نبغي منكَ جزاءً ولا شكوراً, نعمْ لم يبقَ لي سوى نسكُ الذاكرة وعمارةُ الأيامِ وحقيقةُ الحبّ التي لا تشبهكَ أيها الحبّ, ما زالتْ أعينُ العاشقينَ نحوكَ ذليلة وروافدُ الأوّابينَ إليكَ خاشعة فأنا أحدُ الأوّابين التائبينَ من كلّ صفةٍ هيَ لكْ.

أيها الحبّ تمهّل أنهيتَ مشواراً, وبدأتُ بعدكَ مشواراً آخر يضجُّ بالأحلامْ يضج بتحقيق تلك المواثيق التي قطعتُها على نفسي رغماً عنْك, سألبيها مستجيباً لشموخي متنازلاً عن كبرياءِ ذاتِ لأجلها فقطْ وليسَ لأجلكَ ايها الحب.

رحلتي بعدكَ طويلة ولا أخالها تطول كما رسمتَ لي سابقاً, هي احتراقاتُ جفنٍ لم ينم وانتكاساتُ كأسٍ من الضيمْ وجرعةٍ من الهلاكْ جرعتنِها أيها الحبّ ولكن؛ ما أجملَ ما جُدتَ لي حين كانتْ هيَ وكانت الوفاءَ والنقاءَ والطهر.

ما أجمل السهرَ والسفرَ في عينيها, ما أجمل كل شيءٍ بها,, لن أقول "ليت ربي بساعةٍ شفتك عَماني", بل سأردد وأصدحْ "ليت ربّي بساعةٍ شفتكْ خذانا" لهْ لنبقى خلوداً في تلك الساعة نتمّمَ مكارمَ الأيامِ بها بدلَ التيهِ الذي أخذتَنا إليه أيها الحبّ.

يا قلبُ لكَ علي الإخلاصْ ولكَ عليّ الوفاءْ ولكَ علي تحقيقُ عهدكَ ووعدكَ الذي قطعتُه, لن أقول سأحزمُ حقائبي فلستُ مهزوماً, فقيمةُ المحاولةِ في قيمي شرفٌ وقيمةُ الشرف في قاموسي هل المحاولة, نعم حاولتُ ان لا أكونَ الأسوأ, ولم أكُن في نظرها سوى الأسوأ, خذني أيها الوفاءُ متبتلاً إليكَ خاشعاً لا خاضعاً, باراً لا رزيّاً, نائلاً لا منبوذاً, فقط بلغتُ من العشقِ عِتيّا.


ومن عشقَ لا يحقُد ولا يهجدُ ولا ينالُ سوى أنه يخلُدْ, كنتُ وفياً لم أخن وكنت نبياً لم أبعث لسواكْ وكنتُ مهياراً لا أرى سوايَ في ذاكَ القلبْ, ليتَ المعاني تحيطُ بما لم أستطع وليتَ الاستطاعةَ كانت ملاذَ المتخمينَ بالأمل المُغرَقين بالوشلْ, هي اللغةُ تموتُ على اعتابِ المعاني وهي الأحاسيس تستجدي الثواني مما وراء الغيبِ لا تأبهُ بعجزِه إدراكها.

أحبكِ إن كانتْ تشفي الغليل, وأهواكِ إن كانتْ معينَ الساقي, وأعشقكِ إن كانتْ سلّمَ الصاعدينْ, لكِ العمرُ انتدبتُه سابقاً ولكِ الطهر والدهر ونهرٌ من الوفاء واكمال العهود واتمام المواثيقِ انتدبته الآن, لا سلطةَ لحبٍّ عليَّ سوى حبكِ, ولا ظلاً ظليلاً لي سوى عينيكِ, لا خصامَ ولا سهامْ, بل غمامٌ من الوفاءْ غمامٌ من الحبّ يولدُ ليكملَ مشوارهُ معكِ وإن دنى وتدلّى بطريقةٍ أخرى. لك الحبّ سابقاً ولاحقاً وما بينهما وما لم يُرد له الوجودْ.

.
.
.
م/ي
.

 

التوقيع

.
أجملُ الأجملِ / أن لا تفقهَ شيئاً !
.
.

محمد يسلم غير متصل   رد مع اقتباس