منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ما لكِ والشوك!
الموضوع: ما لكِ والشوك!
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2012, 11:56 PM   #1
مبارك الهاجري
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية مبارك الهاجري

 






 

 مواضيع العضو
 
0 وكان الأمر
0 ظُلُمات
0 رائحة المطر
0 سلامٌ آل غزة!

معدل تقييم المستوى: 16

مبارك الهاجري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي ما لكِ والشوك!


ما لكِ والشوك، فإنه ما عَلِقَ بكِ، وما جُعِلَ بين يديكِ كميناً حتى تُعرِّجي على الأذى بدءاً من نفسك ثمَّ بي.
*لِمَ كان ذلك اختيارَكِ الأولَ حال أن عانقتُ أملي الأخيرَ بكِ؟!
كنتُ آملُ لأني أذكرُ وأختزنُ لكِ من الجميل وحسن الظن ما نكس بكبير ثقتي فيك فأضحى ذلكم الخذلان دماً مفرَّقاً في تقاسيم وجهي. وفي الحقيقة لا أدري أأنا أتوجه بهذا الحديث لكِ أعاتبُك فيه، أم أصطنع لنفسي ذريعةً أصعدُ من فوقها على الحُطام الإنسانيِّ فيكِ لأُشرفَ على ما أظنه خيرَ ما بقي للأيامِ الخوالي فأمَسُّ منه ما اتَّفق معَ الحقِّ القديمِ الذي نُدينُ له بحلولنا في كأسٍ مزاجُهُ الحب ولا غير؛ أم أنني أرتدُّ بهذا الخبرِ إلى نفسي فألوككِ فيها بما لا يخالف هواي فيكِ؛ ولكن لا أخلو بهذا الخبر حين أخلو إلا غمزتُكِ فيه بما يتوافق وفاجعتي بالشمالِ التي تسقينَ بها جُرحي والله، ولا أرجو أكبرَ من ذلك إلا أن تكوني معي ساعة ذلك الخبرِ فأتبدَّل بغمزي عتبَ المُحبِّ على طول العهد، وخشيته من الوقتِ يذهبُ فيفتقدَكِ ثانية!
ولكنك لم تكوني معي منذ أن تسقَّطَ خريفُ مزاجِكِ ربيعَ عاطفتي الأولى، وإن كنتُ غضاْ فيه كما كنتِ إلا إنني قادرٌ على أن أغترف ما بين جنبيكِ وأتبيَّنَ ما جرى: كيف ومتى ولِمَ، عدا ذلك فلا أستطيع، وهو الأمرُ الذي ليس بمقدوري فيه حتى أن أشيرَ لكَ فيه على رأي، إلا ما كان على إثر عاطفتي.
يا ركزيَ الذي غرزته في خاصرةِ حزني المخبوء، ويا درعيَ التي اتقيَّتُ بها صروف الذاكرةِ ألَّا تخطِئني، كنتُ والله ما أصِلُ بفكرة بائسةٍ عما سيكون فيه الشقاق إلا وأنتِ غير داخلةٍ فيها ألبتة، وكنتُ مع ذلك التحليقِ ذي الريشِ الأسود أختلفُ على كل شيءٍ حتى نفسي؛ ولكنني لا أخفقُ بجناحي طائري فيك إلا وكان أبيضَ على أي وجهةٍ وكل جانب، فبالقدرِ الذي تجلَّت فيه قيمةُ انصهارِكِ في روحي كان الارتدادُ من الخذلان دماً مفرقاً في تلك التقاسيمِ التي اقتفيتِ بها أثرَكِ أنى أن بحثتِ عن نفسكِ ساعة ضلالة!
لا شيء يا ظلي الباهتَ يدعوكَ لأن تكشفَ لمن حولي على الذبول الذي يؤرقني سوى أن تقومَ مقامها فيما بعد، وإلا فالنَّيْلُ مني ليس بجديد ولا مستقر، وقل لها يا ظلي الموبوء طالما أشبهتها:
ما كنتُ أحسبُ أنها ستصدُّني / أو أنَّها عن قلبها تتمنَّعُ
لكنَّ فاتنتي أدارتْ ظهرَها / وتعززتْ فأبى عليها الموضِعُ
مبارك في 15/10/1433هـ

 

مبارك الهاجري غير متصل   رد مع اقتباس