هناك أسئلة لا يجب طرحها أبدا، لأن الأجوبة عنها قد ولدت مسبقا ..لذلك لا أحد منا بالجزائر يسأل لما الشباب في بلدنا يركبون قوارب الموت الصغيرة ليقطعوا بها البحار، يتحدون الأمواج العنيفة و الرياح المتعجرفة و يرضون أن يقدموا أجسادهم قرابينا لأسماك القرش . إنها لعبة الموت مع البحر إما أن يكسب البحر فيبتلع الروح و يلتهم الجسد ثم يتجشأ بلؤم أو أن يكسب المهاجر و يصل سالما بأعجوبة نسجها له القدر بإتقان.علامة الاستفهام غير واردة بعد هذه الأسئلة فالإجابة ن هذه الحقيقة مُخجلة.. يكبر الطفل الجزائري بجعبته أحلام كثيرة و ابتسامات ساحرة تنقرض لاحقا فيجد نفسه شابا يواجه المستقبل بشجاعة وجها لوجه .. لكنه يتفاجأ بشبح البطالة يعانقه كل مرة ، فلا يملك عملا يعيش منه و لا مأوى يزف إليه حبيبته، أول ما يصفعه هو الخيبة .. و مع مرور الوقت ينبذ الوطن و بعدها ينبذ حياته كلها، عندها تتساوى عنده كل من الحياة و الموت .. فيختار أن يخوض مغامرة السندباد تحت شعار "الفقر في الوطن غربة و الغنى في الغربة وطن" إما أن يموت موتا حقيقيا، أو يجد نفسه على الطرف الآخر من الكرة الأرضية يطلب بيأس التبني من الأوطان الأخرى.
الفصل الثاني .. ص 13 .. الحب بنكهة جزائرية