ربما هنا ربما ليس هنا لست أدري أين أكتب حزني
في ذمة الله يا أبا الأيتام و الفقراء و المساكين.
رحل والدي إلى ربه قبل أيام في حادثٍ من لئيم الطبع .. تركه ينزف في الشارع حتى لقي الله.
نقل إلى مكة و صُلي عليه في الحرم المكي و دفن بجوار الحرم .
نبذة عن والدي:
كان عامياُ بسيطاً ، إلا أنه عالما كبيرا في الأخلاق و الرحمة و الدين و البراءة. كان منفقاُ متصدقا ، يكفل مئات الآسر على مدار العام ، و يساعد المحتاجين و الفقراء . لا يكاد يأكل وجبة واحدة إلا و بحضرته ما لا يقل عن عشرة ضيوف و إلا لا يعد الأكل لذيذا.
أذكر و نحن صغاراً كان لا يرضى أن نمد أيدينا إلى الطعام حتى يخرج ليرى من يمر من الضعفة و الفقراء ليشاطرنا وجبتنا.
إني أعتز به كثيراً كثيراً.
إنه أبي.
الله يشهد أن الحزن أخذ بي كل مأخذ. و الغربة هنا قاسية ليس بجانبي من أحادثه أو اشكي إليه فيواسيني ، ففكرتُ أن أكتب إلى أبي هذه الرسالة و أنشرها بين أخوة الكلمة.
من شدة طيش الحزن و الوجد كتبت له رسالة من قلبي:
أبي الحبيب:
كان بودي أن أكتب فيك أبلغ الشعر ، لكن حزني عليك يا أبي أسكتني . و شوقي إليك منعني من التكلف .
إني أشتاق إليك أيها الرحيم الطيب كثيراً.
أشتاق إليك يا أبي فوق ما تتخيل –إن كنتَ تستطيعُ أن تتخيل الآن-.
أعلم أنك تلتزم الصمت الان. و لا تفكر حتى أن تنظر إلينا و نحن في هذه الدنيا الدنيئة. فقد جاورت ربك .
جاورتُ أعدائي و جاور ربه ...... شتان بين جواره و جواري
فأنت الآن في ضيافة أكرم الأكرمين. و أنا أعتقد فيه أنه لن يخيب ظننا فيه و فيك يا أبي.
لا تخف يا أبي الحبيب . فقد أخبرنا النبي الكريم أن الله أرحم بنا من أمهاتنا و أن الأم لا تلقي بولدها في النار.
أبي :
إن كنا- أبناؤك- لم نبكك كما يليق بك فقد بكاك الأيتام و الفقراء و الأرامل و الضعفاء و المساكين.
أعرف أنك لا تريد منا البكاء ...
اعذرني يا أبي فدموعي ليست في يدي حتى أنهرها.
الله يعلم يا أبي أن قلبي من فراقك كالخرقة البالية , و عيوني تشهد بذلك.
لم أتخيل يا أبي أن تتركنا و ترحل بمفردك دوننا.
لهذا سامحني إن بكيت عليك كثيراً .. إني أكتم يا أبي بكائي عليك لأني لا أريدك أن تتعذب فالميت يعذب ببكاء اهله عليه.
فقط اسمح لعيوني أن تعبر عن شديد المي و حزني عليك.
أبي: كنتُ أخطط قبل أن ترحل أن أصطحبك معي لنطوف دول العالم وأعوضك ولو قليلا من عنائك.
لكنك لم ترد ، و أردت جوار ربك.
و كأنك تقول (ما عند الله خير و أبقى).
صدقت ...
تالله إن الدهر حبب لي على ............. بغض الوفاة إليَّ يوم وفاتي
فكرتُ قبل أن أدخل المنتدى أهو من الطيش و دمعي لم يرقأ؟
وجدتُ نفسي أريد أن أشتكي و أشتكي .. لأنه لا صديق هنا أشتكي إليه..
و لامواسٍ.
فهرعت إلى هنا
الكريم من يمر و يدعو لوالدي دعوة من قلبه.
أكن ممنونا له بلا شك