منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - من المسؤول عن الإساءات المتكررة لنبينا محمد صلَّى الله عليه، وسلم؟!!!.
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2012, 11:09 PM   #2
أمال بابيه
( أديبة )

الصورة الرمزية أمال بابيه

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

أمال بابيه غير متواجد حاليا

افتراضي


سلام الله عليكم

قد أثبتت كل التجارب السابقة، وإلى يومنا هذا، أن المعركة ضد الأديان السماوية هي معركة خاسرة، وأن عطش الإنسان إلى إيمان يملأ قلبه، وزاد يغذي روحه أصبح في تزايد، خصوصا مع هذا التقدم التكنولوجي الهائل والسريع التي تشهده الحياة البشرية على ظهر الأرض منذ قديم الزمان..

ونحن كمسلمين نعرف أن سر إدراكنا يتركز في عقولنا، إذ بها عرفنا النقيضين، وميزنا بين كل ضدين، وسعينا سَعيَنا لنختار من الأضداد ما يناسبنا، ومن النقائض ما يصادف هوى في نفوسنا، فحاربنا الشر من أجل الخير، وطلبنا اللذة حيث كرهنا الألم، وأدركنا الفرق بين الصحة والمرض، والموت والحياة، والشيخوخة والشباب، ولا يدرك هذه المعاني قرد أو خروف أو حصان.. وكمسلمين نعلم أن الذي سخر الكون كله بسمائه وأرضه من أجل الإنسان، هو – سبحانه - الذي أنزل هذا الدين ليكون وسيلة الإنسان في عمارة الأرض عمارة روحية ومادية، وبعث الرسل مبشرين ومنذرين - ليبينوا طريق السلامة وطريق الندامة، وطريق الفضيلة وطريق الرذيلة، والعقاب والثواب -، وترك للإنسان حرية الاختيار دون قهر ولا إكراه..

ولأن الغرب واليهود بجميع أصنافهم يشعرون حقيقة بالحيرة والاضطراب والقلق رغم ما وصلوا إليه من خطوات تقدمية في علوم خولتهم الارتقاء حتى سطح القمر، فإن الصراعات العديدة والحروب السياسية المتكررة بين البلدان الإسلامية والمسيحية واليهودية، حتى الحروب الصليبية أو الاستعمارية الأخيرة كلها حالت دون النظر بموضوعية واحترام إلى دين الإسلام وإلى رسوله ومبلغه صلوات الله وسلامه عليه.. ونستطيع أن نقول إن الديانة المسيحية واليهودية وغيرها بصفة عامة لم تعترف بالقيمة الإيجابية لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم إلا في بعض الحالات النادرة، ويمكن تلخيص أسباب هذا الرفض في خمس نقاط :
- الجهل بنبوة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته،
- العداء السياسي المنظم باسم الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب.
- الخوف من انتشار دين الإسلام بالشكل الذي يطغى نوره على كل ديانة موضوعة أو مزورة..
- النظريات الغربية واليهودية المنشأ.
- والمبادئ الدينية المفبركة التي تعمل على ترسيخ فكرة إن عيسى عليه السلام هو الوحي الكامل وليس هناك وحي آخر يتمم رسالته أو يأتي مكملا لها..

ولكي تكون لنا كلمة حق وسط من جعل الله منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت ومضيعي المبادئ، القاطنين كوكب الأرض دون هدف أخلاقي وروحي.. من فلسفوا الحياة الدنيا وجعلوها حكرا ونعيما لهم دون نقصان أو تبعية.. لا بد لكل مسلم تقلد منصب مسؤولية إسلامه.. سواء أكان في المنصب صغير أو كبير، أن يعمل على تجريم تعمد ازدراء أو تحقير رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وتحقير الدين الذي جاء به بشيرا ونذيرا بقدر ما تم من تجريم معاداة السامية وما جاءت به من أفكار تخريبية. فإن هذا الازدراء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والتحقير للمسلمين، والتنكيل بهم، واتهامهم بما ليس فيهم، لم يعد من قبيل الجهل أو حرية التعبير فقط، ولكنه توظيف سياسي محض لتشكيل بيئة فاسدة يكرس فيها اتهام مسلمي العالم بتهديد بنية الاستقرار والسلم، واتهام مسلمي الغرب بما يسمى عدم الاندماج، ليتم بذلك تبرير كل أنواع السياسات الهمجية والتدخلية في حقهم، سواء لأسباب سياسية أم دينية...

هذا التجريم لن يتبث فعاليته القصوى إذا ما جاء بطريقة عشوائية، كما حصل مؤخرا من تصرفات غير مدروسة النتائج، أعطى الحدث الأكبر فيها صورة غير مشرفة لمن عليهم مسؤولية حمل أمانة الرسالة.. تلك الرسالة التي أنارت كل طريق معتم مرت به، ولم تترك لظلام الجهل فرصة الانتشار لزمن ول ومضى.. وقد يعود إذا ما عاد الوعي بحجم الأمانة الملقاة على عاتقي كل مسلم إلى الظهور..

أمانة الرسالة تقول أن دين الله نبراس لا يخبو نوره ولو رسّت وسويت الأرض بمن فيها، وأن الشر يخدم الخير من حيث لا يدري.. وأن الكفر طالما كان جندي للإيمان والله يدبر كونه ويُقدّر كل شيء بقدر سبحانه.. ولعلهم بما خططوا له من إساءة إلى الرسول الكريم وهو العالي المكانة بحمد الله عن العالمين يكونوا قد أسدوا من حيث لا يدرون للكثيرين خدمة اعتناق دين لم يشرفه الكثيرون منا بحمل رسالته على محمل الجد.. والحال على ما هو عليه من انقسام وتبعية وتناطح بين كثيرين منا على كل ما هو فان..

وإلى أن نعي نحن.. حاملي رسالة الإسلام بالاسم فقط، حجم الأمانة الملقاة على ظهورنا، بحيث نتعامل بما جاءت به قوانينها الإلهية بينا وبيننا أنفسنا أولا، ثم بيننا وبين الآخرين من حولنا، حتى ما نعطي لها الصورة المشرفة دوما مهما تكالبت أيدي الفساد وحاولت تشويهها، سيبقى الطرف الآخر من الأرض معتم التصرفات والتوجهات إلى حين يقدر الله عودة الخير من عنده..


-----------------
لكم الشكر جزيله على دعوة الأقلام للحوار السليم..

 

أمال بابيه غير متصل   رد مع اقتباس