أعزفُ للعابرين دون النظر لملامحهم ،
لا أريدُ أن أرى من يُشبهك ،
فأفقدُ صوابي ويختلُّ لحني ،
أعزف وأنا أفكرُ بأمسٍ كنت هُنا ،
أتذكرُ ليالٍ قضيناها معًا ،
ووعودٌ بأيمانٍ متتالية بأن لا نهجرُ بعضنا حتى الموت ،
وجملةً رددناها حتى كنتُ لا أخافُ الفقد ،
كلَّما أتذكرُ ترددُينا لها أبكي بلا توقف ،
و أتمتم : كان كاذبًا ، واللهِ كان كاذبًا ،
أعزفُ الآن وأنا أرى طريقًا مظلمًا ،
لا أكادُ أن ألمح بصيص نور ،
أصبحتُ أُفكر بسوداويةٍ قبيحة ،
ولا أصدقُ أحدًا حتى و إن أعتدتُ على صدقه ،
موقنةٌ أن لن يدومُ لي أحد ،
و أنني سأصبحُ وحيدةٌ يومًا ما ،
و أعلم إن أصبحتٌ بفرح بأن مسائي حزين ،
و من أرى به ملامحُ التغيُّر أعلمُ أنه يريدُ الرحيل ،
لكن يُريدها أن تكون فعلتي ،
أرأيت إلى أي مدى ذهبت بي تلك النظرة السوداوية ..!
وذهبت لتعيش حياةً هانئة ،
ما الهناءُ وأنت تركتَ قلبًا ينزفُ خلفك ..!؟