من ينطِقُ الفُرات عن حكايةِ الماء والسَّماء،؟!
من يجُرؤ أن يذكر راوية التُراب والأجساد ؟!،
لو كان لليُّتم لسان لأستفاق،
لو كان للرضيع بلاغةُ الكِبار ..لأنشأ في النَّهدِ قصيدةٌ،
وعاتب الفِطام والسَّهم ،والمسمار من قبلِ ، وأرجع الأعناق ..!!
هل استحى النَّهر من كفيَّهِ البيضاء ، من شفتيّه ؟!!
أم أنَّهُ تمادى ..وأجحفَ مِداده ؟
من لليتيم حينما يطويه الخلاء ليلاً بعد أن تهجدت الأجسادِ سُجداً فوق رمضاءٍ عراء؟
يبحثُ عن عتادهِ ..
عن اشياءه المحروقة في خِبابه ،
عن الطريق والصديق..
عن لهجةِ الغُرباء حين يشنقُون عِزته
بنظرة كسيرة ، ومنحة فقيرة ،
من يستطيع أن يُنكر أن الرُؤوس اليانعات النَّيرات فوق السُيوف تلوِّحٌ ؛
[ أنَّ الشريعة هي الحياة وأنَّ الحياة لم تَسْتقِم إلا بالممات ..
إنَّ الشهادة، قضيةٌ ،حُريةٌ ، وعقيدة، وكرامة لايرتضيها عِزة إلا الحُماة الأوفياء..!