مسكين ذاك الوطن حين يتكالب عليه فئات اللصوص من الشعب , كلهم يسرقون , كلهم يمتصون حتى هواءه , لافرق بين من يتبهرج الديباج ومن يتقيأ الأسمال , كلاهما لص , حين يأخذون ماليس لهم بغير وجه حق , الفارق في الأمر ان المتبديج تفتح له الأبواب وتنحني له الرؤوس , وتفرش له الارض , وتستقبله الابتسامات , وتقال فيه الاشعار وتصدح له الموسيقى , اما المتسمل بالخرق الباليه , المتسكع في سكيك الحارات , المتدفيء بحيطان الفقر , المتكوع جوار مدفأة البؤس , فهو الحقير المحتقر , المأفون المحذور الملمس , المنظور باحتقار , المهان ليل نهار , يصيبه شذر النظر , والوان الحفر , لايكاد يطل برأسه حتى ترجمه اللعنات , ويقاد الى ظُلَمِ الحجرات , وتكال له الاتهامات , ماهو له ومايوصم به من جُرم التبرعات ....
المشكله ان الاثنين كلاهما شريكان في السرقات ,وإن تفاوت حجم اللهط واساليب تطبيق الموبقات .
تحيه