منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ســـاره
الموضوع: ســـاره
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2012, 05:27 PM   #3
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


عند الساعه المحدده تجد ان الوقت فات (سعود)


ارتدى الدكتور احمد قراره مع ثيابه واتخذ سبيله الى منزل عائلة ساره ....
مضى وقت ليس بالقليل يقود سيارته الصغيره يترك شارعا ويسلك آخر يلتف حول دوار وينصاع لأشاره .. يلج نفقا ويعتلي جسرا..... واخيرا ...دلف ديار المحبوبه .
حي هادىء منظّم يشعّ جمالا ونورا اين منه ذاك الحي البسيط المنسي..
واذا قلنا ان الدار بساكنيه فان اسرة الدكتور احمد تستحق المعرفه.
اسرة طيبه مكافحة قانعه تشع ايمانا وعقلا .
عندما وصل د. احمد الى الحي المنشود ...اعتراه شيء من التردد ولكنه واصل طريقه يدفعه قراره . الحب ؟
.. نعم ... انما الخوف من الفشل ...والمجهول كانا احد الاسباب .
ولكن الامل دائما هو الشعاع الذي يملأ نفوسنا حين يزعجنا الياس.
ان في حياة كل منا مواقف لا تقبل التردد والحيره ..ولا بد من حسمها دون النظر الى النتائج ... حتى وان كانت ضد مانبغي ونروم حتى وان كان في القرار الم ونزف وشكوى ... لان في نهايتها راحة ولا يبقى منها سوى الذكرى وان كانت ذكرى اليمه ولكنها تبقى ذكرى ... صور تبهت مع الزمن واحداث يمزق تسلسلها ما يستجد من احداث ليتوارى الماضي وتبدأ دورة حياتيه جديده ـــ
الزمن والنسيان اقوى اسلحتها...

وحين ابدى د. احمد رغبته لوالد الدكتوره ساره في الارتباط بها زوجا...كان يعلم ان قراره هذا سيواجه بالكثير من الصعوبات الاجتماعيه ومثل هذا الامر موجود في كل المجتمعات دون النظر الى المعتقد او الاعراف الاجتماعيه والاوضاع الاقتصاديه .
انها مثالب سار عليها البشر وتمسكوا بها حتى اصبحت هي التي تدير دفة حياتهم .. وتحكم قرارهم .. امر يعرفه د. احمد ويتعامل معه بعقلانيه بعيدا عن الرغبة والوهم ... ولكنه امام حب ساره الجارف الحالم الناعم الوديع البريء اتخذ قراره وجاء يخطب ساره بأمل بارد لاطراف.
لم يعده والدها بشيء بعد ماعرف عنه كل شيء ولم يكن لدى د. احمد مايشينه ولكنها نواميس المجتمع .

وحين انبأ د. احمد الدكتور صالح مادار في المقابله ..قال له رئيسه وصديقه: مارأيك يا احمد لو سافرت لاستكمال بحوثك حول اسباب تطور وانتشار مابدأته في تخصصك وهناك ستجد الامكانيات والأساتذه مما يسهل عليك انهاء بحثك ولتسجيله با سمك.
كان د. صالح يريد ان يبعد احمد عن امر سيشغله ولن يعود له بالفائده .. فهو بحكم خبرته استشف من حديث احمد عن المقابله ... أن .. لا أمل .

لذلك اراد ان يبعده عن هذا الامر العارض وان لا يؤثر ذلك عليه كطبيب حاذق له مستقبل واعد في عالم الطب .
كان د. احمد بقلب المحب يريد التريث انتظاراً للرد.. لكن رأي د. صالح وهو الذي يحبه ويحترمه ان والد ساره لن يوافق.
وفوق ذلك شغفه في البحث والتمحيص في مجال عمله وتفانيه في كل امر يقدم عليه .
وقبل هذا و بعد ذاك مايملكه من عقل راجح يقدّر العواقب ، لذلك وبتشجيع من د.صالح الذي يعتبره بمثابة الأب والموجّه ، عزم امره وحزم حمله وقرر السفر
وبلا انتظار .
وماهي الا اسبوع حتى كان د. احمد يدرج فوق مطار احدى الدول الاوربيه محمّلا بأوراقه وبحوثه ويستقبله نخبة من الزملاء الذين عرفوه وراسلوه واحبوه..
وانخرط هناك لا يلوي على شيء سوى تطوير ابحاثه حول المرض الذي تخصص فيه علاجيا وجراحيا. ولكن اين ساره من كل هذا..
بعد مقابلة د. احمد لوالدها .. توقفت عن الذهاب للمشفى انتظارا للنتائج..
ولكن والدها كان قد اتخذ قراره .... اعدام هذه المعرفه .

خطوة من والدها لاتقبل الحوار او الاقناع او غيره.
هو رب الاسره و ادرى بمصلحة ابنته وما يجنبها طريق الفشل
ولكن والدتها حين عرفت قراره هالها امر ابنتها ...
فلا يهم ان تتزوج د. احمد ولكن الطامة من يصرف هذه الصبيه الرقيقه عنه ؟
وظل الامر حيرة بين ابويها في البحث عن حل منطقي ومعقول .
وجاء الفرج من حيث لم ينتظرا.. من خلال مكالمه بين الدكتوره ساره واحدى زميلاتها تنبئها بسفر د.احمد للخارج وانه ربما لا يعود مرة اخرى !

اسقط في يد الدكتوره ساره وصرخت دون ان تشعر : ليه..ليه؟؟!!
وولجت اليها والدتها ويد المسره تهتز الى جانب السرير وقد وضعت د. ساره كلتا يديها فوق رأسها وانشبت اظافرها بين خصلات شعرها اللامع بينما ينتفض جسدها بشهيق خنق انفاسها ...وانكبّت عليها والدتها تحتظنها بكل حنان الأم و( تسمّـي عليها )
وحين علمت بالامر قالت فيما قالت تهوّن عليها الامر: يابنتي لو كان يحبك ماتصرّف بهذا الشكل ـــ انسيه والله مايستاهلك وانتي الكسبانه ـــ ولكن الامر بالنسبه للدكتوره ساره كان امرا جللا لا تداويه الكلمات ... فبكت ماشاء لها البكاء ثم .. ............. نامت .

استعرضت الأم الامر مع الاب وتقرر سفرها في رحلة نسيان تجدد من خلالها حياتها. وبعد عشرة ايام من التهوين والدلع واحترام حبها وتهميش حب احمد وابعاد طيفه عنها.
بدأت د. ساره تتعافى وتعود تدريجا الى حالتها الطبيعيه ولكن بصعوبه
وسافرت الدكتوره ساره بعد الحاح من والديها ووضع برنامج يناسبها ورافقها شقيقها واحدى اخواتها ، وطافت عددا من الدول لمدة ثلاثة اشهر ... عادت بعدها امرأة اخرى محمّلة بحب عائلتها و ... الكثير من الهدايا..
ولم يبق من د. احمد سوى ذكرى تلاشت حين اقترنت بأحدهم رآه والدها الرجل المناسب ، وكان زواجا تقليديا خلا من كل مظاهر بدايات الغرام.
اما د. احمد فقد عاش حياته العمليه يثب من نجاح الى نجاح بكل نباهة وتمكن وحين عاد بعد سنين كانت هناك عروساً جميله تنتظره عند باب الطائره
كانت المشرفه الأجتماعيه ( لطيفه ) ابنة الدكتور صالح.
انتهت .... على غير مايتمنى البعض ... !!!

هديــــــه :
كلما هب على وجهي نسيم السحر
اكتوى قلبي بنار الذكريات
كلما غرد سكان الشجر
صعّـد قلبي الصرخات
الدمع يملأ حلقي والعبرة تخنق صوتي
وتمنى قلبي لعيني العمى
وتمنت عيناي لقلبي الصمم

من اغاني غجر التيرول ــ مقاطعة جنوب النمسا

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس