منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سلسلة ( بعض من عرفت ) فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2012, 07:28 PM   #2
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ .. من سره زمنٌ ساءته أزمانُ



أبو البقاء الرنــدي



(( لم أكن يومًا دون جوان أو فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ


بعضها سعيت لها والبعض سعى إلــيّ .. فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))


( سُـــعود )



بعضُ منْ عرفتْ



(( لي ذكريات كأخلاقي تؤدبني


فلا يخالجني روغ ولاكــذب ))


الياس أبو شبكه


( ن ) :
نشأت فتى أختلس الشقاوة كأقراني في عمري تملأني الضحكة والأماني ..
وبرغم نشأتي المتواضعة بين مسكن وملبس ومأكل وسط عائلة مكافحة لكن هذا لم يكن يعني لي شيئا .
فما دمت ألبس وآكل وألعب في الحارة فهذا كل شيء.وأضيف إليه أن كل ما حولي هو نفس الصورة المكررة في بيتنا.
لم يكن ما أرى خارجه يختلف كثيراً عن داخله .كان هذا هو كل عالمي .
لا اعرف شيئاً خارج حينا ، كان أشبه بسجن كبير ... حتى المدرسة صورة أخرى من الكآبة والتواضع وضعف الحال.
كان في إقبالة العيد فرح لايعادله فرح ... الثياب الجديدة من الغترة إلى الحذآء .... كأنه فرح!
تتكرر مرة واحدة كل أثني عشر شهراً... أذْ لم يكن عيد الاضحى سوى عيداً لّـلحم والدوران حول بيوت الجيران نعطي ونأخذ من قطع اللحم ..
وكان ( الحميس) هو أقصى فرحتنا وأما الثياب وإن كانت نظيفة فهي ليست بمثل نظارة ثياب عيد الفطر.. وكأننا نأكل في عشاءنا مابقى من غداءنا .
أيام وشهور وسنوات توالت .... هي اللحظات هي الصور والأشخاص لم تتغير..كانت طفولة بائسة نقتنص منها الضحكة أو البسمة اوكل ساعة من اللعب في سكك الحارة .
ثم تغيرت الأحوال وتبدلت وانتقلت الأوضاع .. ولم تكن لما تصورته وتمنيته ولكنها على كل حال كانت أفضل بكثير بالمقارنة مع ما مضى ، لم اعني بالتبدل في المعيشة إلى الأفضل وإن كان هذا يرضيني كغيري من الناس .. ولكن التبدل كان في نظري إلى الحياة .. زادت جرعة حريتي واستقلالي بذاتي .. أصبح عندي غرفة مستقلة رسمتها بأسلوبي وأثثتها بمزاجي : المكتب الصغير الجميل وجهاز الاسطوانات والراديو الذي عشقته فكان جزءًا مني وأنا جزء منه ... وسريري المريح وأقلامي وأوراقي ... وساعتي الصغيرة التي أصحو على طنينها ... ثم بدأت هوايتي في الرسم تتفتح .

بدأت برسم الوجوه واقتناء أدوات الرسم المتعددة .. رسمت كل شيء وأي شيء ..وبدأت هواية أخرى لذيذة ... القراءة بدأ مشواري مع المجلات المصورة التي كانت تطبع في لبنان وتطورت الهواية الى مايعرف بكتب الجيب ثم تلصصت على ماهو أكبر قصص ( أحسان عبد القدوس ) ومن على شاكلته التي كانت تجنح بي الخيال حتى أتخيل نفسي أحد أبطالها فأنفعل مع البطل وأنتصر له وأغضب من أجله ومن خلال كتبه تراقص في محراب صدري شيء يتحرك ويسرع خفقانه ولم أكن أعرف بوجوده من قبل ... وكأيّ فتى في مثل سني عشت مراهقتي وإن كان نصيبها العذرية الكاملة القسرية ، فلم أكن ملاكاً وقد خلقت بشراً ولكن المسألة فرضت علي ...
كانت الشرارة الأولى أقرب نار الى بيتنا بنت الجيران (ن) مستديرة الوجه خمرية اللون .. لم تكن جميلة في حكم مقاييس الجمال لكنها تمتلك شيئاً ما ، شيء تحسه النفس وتخطئه العين .. قد يكون سحراً أو جاذبيه ... أو أنوثة متدفقة .. او هو مزيجاً من هذا كله، لعلها قوة الحياة ... .وأحلا ما فيها غمازتان في خديها إذا ابتسمت غاصت الغمازتان وأما عيناها فلا أدري اليوم هل كانتا سوداوان أم عسلية داكنة أو مزيجاً من اللونين .. مرهفة الحس تذوب مع أحساس اللحظة التي هي فيها ، إذا فرحت أشاعت من حولها نوراً يملأ المكان بهجة وسرور .. وإذا حزنت تخيلتها خدوداً شاحبة وشفاه تدلت و أن عيناها تدمعان بلا دمع ..!
هذه هي رفيقة أولى خطوات قلبي ، وللحق هي من شجعتني لخوض تجربة اجهلها وأخاف منها كأي شيء جديد.
كنا نترافق الى المخبز سوياً وكان يتخلل المشوار نظرات وكلمات قليلة حارقة وبعض لمسات ألأيدي ...تنتهي بعودتنا .
ولكن هذا لم يكن كافياً ولن يكون . عندما تحتوينا ساعات الحرمان بعد الفراق .. وتعددت اللقاءات ولم يكن الشيطان غافلاً ليدلنا على رسم اللقاء وإيجاد أعذاره .
ولا داعي لذكر تلك الأعذار فقد كان بعضها ساذجاً والبعض طائشاً .. مما أدى الى كشفنا فكانت الستارة التي أغلقت مادونها وما بعدها .
حقدت على أهلها وأهلي وعلى ما كنت اسميه جهلاً وحسداً في قراراتي ، أعرف أن هذا عيباً وتجاوزاً بل جنوناً هذا مايقوله عقلي أعترف لي به ولكن قلبي كان يرفض هذا جملة وتفصيلا ...
وانشغلت بل أني تشاغلت بكثرة القراءة وأن كانت صورتها الجميلة البريئة تتراءى احياناً بين السطور.... ولم أعرف أن هذا أول جروحي . وبداية عراكي مع كل ماواجهته بعد ذلك من جراح تتابعت ... متلونة ، كوكتيل من الحرمان والفشل في الحب والعلم وظلم ذوي القربى وغدر الصحاب ..والمرض . لقد كانت حياتي سلسلة من الأسى والقسوة ، تركت الكثير من آثاره على جسدي ونفسي ولكنها لم تؤثر في إيماني وحبي للناس والغفران والتسامح .

انتهى فصل ( ن ) يليه ( ل )

هدية :
حين تختفي الشمس في حضن الغروب , واصل ما بدأته على ضوء القمر ( سعود )

 

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس