قبل أن يفنى الوجود
كم من زمن مضى منذ عملت خلايا دماغك بشكل يقنعك بأنك تستحق الحياة. كم من زمن مضى منذ أن اقتنعت بأن وجودك شيء من الممكن الاكتراث به.
هي حياتك تمشي بك- تسير، تطير، تهبط وترتطم- بينما أنت، في الواقع، لا دخل لك بها. لست منها وهي ليست منك.
تبدو تلك الأيام التي كنت تخطط فيها لحياتك وكنت تبني فيها أحلامك شديدة البعد حتى أصبحت جزءا ليس منك. أصبحت اللغة غريبة عليك، أصبح التفكير في معنى الحياة شيء ليس ذو علاقة.
وعندما تحاول الآن أن تفهم ما هو الوجود وما هي علاقتك به، فإن شطحات خيالك تودي بك إلى اللامكان واللازمان. تضعك في أرض هي ليست بأرضك.
قد تبدو جميلة تلك اللحظات التي تدرك فيها أنك تفعل شيء ذو جدوى، ولكن هل فكرت يوماً أن تقوم بفعل شيء لأنك وبمليء عقلك ووجدانك أدركت أنه ليس مجرد نزوة سريعة، خاطفة، بل هو ما تريد حقاً أن تفعله وأن تظل تفعله؟
لأنه شيء أعمق من مجرد نزوة خيال جامح أو رغبة غبية. لأنك تفعل ذلك الشيء بشغف كل مرة، لأنه سيحقق لك
ولغيرك ربما شيئاً ملموساً أو شيئاً ذو قيمة عابرة للزمن الذي بدوره فقد أي قيمة معنوية.
هل تعرف ما الذي تريده من هذه الدنيا؟ هل تعرف ماهي أحلامك وما هي طموحاتك؟ ما الذي تريد أن تفعله قبل أن تفنى ويفنى الوجود؟
28 أبريل 2008