منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [.. أسبقنِي إليكَ بقلبٍ كامل اليقين.!..]
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2013, 03:26 AM   #1
جميلة الراشد
( كاتبة )

الصورة الرمزية جميلة الراشد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

جميلة الراشد غير متواجد حاليا

Lightbulb [.. أسبقنِي إليكَ بقلبٍ كامل اليقين.!..]


أسبقنِي إليكَ بقلبٍ كامل اليقين.!


إِلَى مَنْ أُخفِيه كـَ صُبْحٍ نَادر..

وَ أَزْهَد بتذمّرِي، و طول سفَري..
أَحْمِلُ فوضَى العُزْلَة إليك،
لـ أحتَمِي .!


دَعنِي أقتَبِس شيئًا منْ كلماتٍ اعتمرت اللظَى، و رافقَت هروب الأحجياتِ القَديمَة كملَامح جداتِنا المحترقَة بلهيبِ الجزيرةِ دونَ أن تبيَّضَ قلوبهنَّ فقدًا.!

تلكَ الكلمات يا مَرْفَئِي الحبيب تعتزِل الضَّيَاع المتأخِّر، و تحاول جَاهدة أنْ تهْزِم كل جيوش الخطايَا ، فتأتي لتُرَابطَ بلَا جهلٍ أو خَرَاب.!

تلكَ الكلمات يا مرفئي الحنُون غير مكترثة ببواباتِ العبور، و غير مفتونة برحيلِ النوارِس عن شواطئ كبرتْ عن قصائد العشق السَّافِرَة، ولعنَتْ فلسفات الموانئ المتوجِّعَة، إذْ تيمم ملَامحها الشاحبة شطرَ بللٍ دامِع و حِسٍ ضاحك.!
:
:

إلَى منْ لَمْ يورِّثني سِوَى صَدَاقَة،
و استودعَني حبًا بِلَا مَنْفَى،
و عينًا تُنَاصِف أختها آثَارَ وداع.!

مذْ تضاعفَ الدرب بيننَا، وشُحَّت العقارب عنْ دورانها بما يوحي وكأنَّ السعَادة لَا تتواطأ مع كل ما ندَّخِر، أصبحنَا نستنفذ الأقْدَار البيضَاء منْ رفوفِ السَّماء، ونقْضِي على عطَشٍ شَاركه البحر بمكانٍ مرتفعٍ أيسر الضلع.!

مُذْ مشينَا بطرقاتِ الَبَرِّ الآهلَة بالمَطَر، ننتَشِلُ مَا لمْ نتَّفِق عليه، و ننتهِك بلَا حظٍ حنين شغوف، و بلداتُ جرحٍ طريَّة لَا يسمع إلا أنينها كلمَا مر بها أثر.!
نعتَصِم بالشوقِ دونَ حصانةٍ تحتَل القوى، و نخطف ظِلَال اللقَاء حتى وإن خبأ نفسه بين ثنايا الليلِ الناعس، نهزم في عينيه قبيلة بكاملهَا بلَا انتمـاء، !
نغنِّي بـ طولِه الشتوي أشهى مواويل العتابِ القهقري، ونعود صوب وطنٍ لَا يضرم النَّار و لَا يهدي النسيانَ لذاكرةِ الدفء الآمِن.!

:
:
أي دربٍ يفتح صناديقه السوداء لـ أول عابرٍ ، لَا يكتَرِث ما إن كانَ محزون أو مفقود أو راحلٌ بألمٍ غريب، يسلمه المفاتيح بذاتِ النهجِ الذي يسير عليه الفقراء البائسين، يودعُ ضفائرَ بَرِْدهِ الحَارِقَة، و يغرق بصمتِ الشواهِدِ الـ تغفر النوايا عندما يهمِي الغمام!


مرفئي:
أسبقنِي إليكَ بقلبٍ كامل اليقين.!

 

التوقيع

"في جمال النفس يكون كل شيء جميلًا، إذ تلقي النفس عليه من ألوانها, فتنقلب الدار الصغيرة قصرًا لأنها في سعة النفس لا في مساحتها هي، وتعرف لنور النهار عذوبة كعذوبة الماء على الظمأ، ويظهر الليل كأنه معرض جواهر أقيم للحور العين في السموات، ويبدو الفجر بألوانه وأنواره ونسماته كأنه جنة سابحة في الهواء".
الرافعي*

جميلة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس