وجدتها واجمة.. صديقتي المرهفة
وجّهت نظرتها للاشيء بينما أطلقت دموعها بغزارة..
تتنهّد لتهدّئ من روعها ثم ما تلبث أن تعود لمثل حالها الذي وجدتها عليه.. دموعٌ صامتة.. ونظرات سارحة..
جلستُ بجانبها فوجدتُ فنجانها بارداً أمامها ما زال ممتلئاً بقهوتها المفضلة.. أمسكت بيدها لتعي تواجدي، فنظرت إلي بعيناها المحمرّتين ودموعهما المنهمرة بغزارة صامتة على وجنتيها..
سألتها: علامَ اتفقنا؟!
فلم تجاوب سوى بالمزيد من الدموع ثم رمت بنفسها على كتفي فاحتضنتها وقد بدأت تبكي بصوتٍ آلمني سماعه..
طبطبتُ على كتفها حتى هدأت، كطفلةٍ صغيرةٍ تبكي فقدان أحد أبويها..
سألتها ثانيةً: كيف كان اللقاء؟
فاعتدلت في جلستها وأخذت نفساً عميقاً وقالت بصوتٍ منخفض:
ذكّرتهُ بجملةٍ كان يرددها على مسمعي حين كنا في أوج عشقنا نتحاور ونضحك ونتناقش ونحاول معرفة الأشياء معاً.. كان يقول لي باستمرار: "أحيانا يستمر الحب، وأحيانا يجرحنا مقابل استمراره".. وكنت أبتسم بثقة في كل مرة يقول تلك الجملة ظناً مني بأن حبنا مستمرٌ لا محالة..
المشاعر الدفاقة، والأفكار المتشابهة، والاتفاق حتى على نقاط الخلاف.. كانت تلك أمور تجعلني على ثقة حينها بأن حبنا سيستمر ليكبر ويثمر حباً مضاعفا لكل من يحيط بنا..
ثم صمتت وسرحت..
سألتها: وماذا بعد؟ لا أظنك متمسكة به إلى الآن؟!
التفتت إلي لثوانٍ ثم أشاحت بوجهها لتسرح في نافذة المقهى ثم تجاوب:
وهل تظنين أن ما كان بيننا قد انتهى؟ فأنا لا زلت أحيا بوجوده بداخلي..
ولن يزول تمسكي به حتى يعود بجسده، ربما..
أو حتى بجسد آخر..!!
الثلاثاء.. 16 يناير 2013