بجلال روحكَ قد عشقت ترابها
حتى غدت بملامحي الشهباءُ
لولاكَ ماكان الهوى نفحاتها
أبدا ولا سجدت له الحوراءُ
أبصرت من عينيّ روحك طيفها
فإذا بها ملَك هنا وسماءُ
فغفت على كفّ الجمال حمامة
والغصن فيه وصالنا ولقاءُ
أترعتني جام الهوى فعشقتها
فاذا بها قمرية غرّاءُ
كانت عروساً كالسماء لحاظها
مُدّت لها في الوجنتين سماءُ
وعلى سطور المجد خال جمالها
متوهج في خطوه الخيلاءُ
سَحبت ذيول المجد أرض جلالها
ولها انحنت واحاتها الخضراءُ
وعلى رؤوس العمر تاج خلودها
هو قلعة حلبية شمّاءُ
هبط الجمال قوافل بأكفّها
وتمايلت من حوله الأضواءُ
مهد الحضارة لا تلوح حجارها
إلا وقد سجدت لها الغبراءُ
تلك الشوارع شاهدات حضارة
وعلى المدى روح لها و إباءُ
وعلى لجين البدر يصدح لحنها
وتذوب مابين اللمى الحناءُ
واذا الخطوب تجمهرت راياتها
فرجالها سيف لها و غطاءُ
جرحوا الجمال ومزقوا أثوابه
وتكالبت من حولك الأعداءُ
مزن البطولة من رجالك غيثها
ورفاة أهل البغي فيك وباءُ
أبكي مآذنك الجميلة تصطلي
حقدا و يسخر في الجوار بلاءُ
أبكي بيوتاً هُدّمت وصوامعاً
ثكلى تأنّ بحزنها ونساءُ
ياقمة العلياء لا تتوجعي
فرجال دهرك بالوغى الشرفاءُ
يفدون أرضك يا بلاد المجد يا
أرض الرجال ، فإنهم أكفاءُ
شهباء جرحك في السماء منابر
للوحي .. للفجر الجميل نداءُ
شهباء تغتسل السما بدمعها
ان ناح طفل أو بكت خنساءُ
شهباء يقترب الصباح مقبّلا
ثغر الدجى إن عاثت الهيجاءُ
فتوسدي حضن الزمان جميلة ً
فالروح دون ترابها ودماءُ
إيمان محمد ديب ( ألحان الفلك )