منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - استراحة تحت ظلال التأمل ( ما قلَّ و دلَّ)
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2013, 06:51 AM   #6
مجاهد السهلي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية مجاهد السهلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

مجاهد السهلي غير متواجد حاليا

افتراضي


كما أسلفتُ سيكون موضوعا متجدداً و الباب مفتوحٌ لكل من أحب أن يكسب أجر إخوانه بإفادتهم .


(و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) "الشعراء"
(و اخفض جناحك للمؤمنين) "الحجر"

من تأملاتي في رمضان الفائت حول هذه الآية:

*الخطاب هنا لنبي الله محمدٍ صلى الله عليه و آله و سلم ، و القاعدة : أنَّ خِطَاْبَ النبي خطاب لأمته بالتَّبَعِ.

*آيتان في الأخلاق.

*(اخفض)
(جناحك)

استعارة خفض الجناح للتواضع لأمرين –و الله أعلم- إما جريا على عادة العرب في الاستخدام لأن القرءان نزل بلسان العرب ، و إما لغرض مخاطبة الذوق العربي الأصيل الذي يأسره التصوير الجميل . و المقام مقام (أدب ) و أخلاق .
و هذا مثل قول الله تعالى في (الأدب) مع الوالدين ( و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة ).

و أنت الشهيرُ بخفض الجناحْ
فلا تكُ في رفْعِهِ أجْذلا

· سيدُ الأخلاق و المروءة و الكرم و أبو الأخلاق و أمُّهَاْ هو ذاك النبيُ الأُميُّ الذي أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبه (ورد حديثاً ولا يصح و معناه صحيح) ثم وصفه بعد تأديبه فقال (و إنك لعلى خلق عظيم) لأنه عظيمٌ .

· لما كان نبي الله قائدً للدين و الدنيا و كبير القوم ، بل هو كبير الدنيا و كبيرٌ في الآخرة(الذي يتبعه الناس أياً كان تصنيف الإتِّباع) يجب وجوباً أدبياً أخلاقيا قيادياً أن يخفض جناحه للتابعين له .

لأن تواضعَ المتبوعِ سببٌ لحب التابع له و الحب سببٌ لقوة الولاء .

فهو أدبٌ و سياسةٌ عامة لكل البشر إلا أن خفض جناح المتبوع للمؤمنين يجب وجوباً شرعيا (من باب الولاء و البراء) فوق كونه وجوبا أخلاقيا قياديا . أما لو كان التابع غير مؤمن فله من خفض الجناح ما يجبرُ قلبه و يحقق المصلحة من التواضع له و بما لا يكسر قاعدة :

· (يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و أغلظ عليهم) ، (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله) . و خفض الجناح مع الكره يكون نفاقاً ، لذا وجب التفريق في هذه المسالة. و الله أعلم

 

التوقيع

رؤيَ أحد المحدثين في المنام بعد وفاته و قد وقف أمام ربه ، فناقشه ذنوبه. فقال له : ياربِّ ما هكذا بلغني عنك !!.. قال : و ما بلغك عني.؟ قال : حدثنا فلان قال حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم أنك قلت: إن رحمتي سبقت غضبي.. قال فضحك رب العزة و قال له: قد عفوت عنك.

اللهم إني ألتمس رضاك و غفرانك لأبي بما قطعته على نفسك أن رحمتك تسبق غضبك

مجاهد السهلي غير متصل   رد مع اقتباس