كما أسلفتُ سيكون موضوعا متجدداً و الباب مفتوحٌ لكل من أحب أن يكسب أجر إخوانه بإفادتهم .
(و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) "الشعراء"
(و اخفض جناحك للمؤمنين) "الحجر"
من تأملاتي في رمضان الفائت حول هذه الآية:
*الخطاب هنا لنبي الله محمدٍ صلى الله عليه و آله و سلم ، و القاعدة : أنَّ خِطَاْبَ النبي خطاب لأمته بالتَّبَعِ.
*آيتان في الأخلاق.
*(اخفض)
(جناحك)
استعارة خفض الجناح للتواضع لأمرين –و الله أعلم- إما جريا على عادة العرب في الاستخدام لأن القرءان نزل بلسان العرب ، و إما لغرض مخاطبة الذوق العربي الأصيل الذي يأسره التصوير الجميل . و المقام مقام (أدب ) و أخلاق .
و هذا مثل قول الله تعالى في (الأدب) مع الوالدين ( و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة ).
و أنت الشهيرُ بخفض الجناحْ
فلا تكُ في رفْعِهِ أجْذلا
· سيدُ الأخلاق و المروءة و الكرم و أبو الأخلاق و أمُّهَاْ هو ذاك النبيُ الأُميُّ الذي أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبه (ورد حديثاً ولا يصح و معناه صحيح) ثم وصفه بعد تأديبه فقال (و إنك لعلى خلق عظيم) لأنه عظيمٌ .
· لما كان نبي الله قائدً للدين و الدنيا و كبير القوم ، بل هو كبير الدنيا و كبيرٌ في الآخرة(الذي يتبعه الناس أياً كان تصنيف الإتِّباع) يجب وجوباً أدبياً أخلاقيا قيادياً أن يخفض جناحه للتابعين له .
لأن تواضعَ المتبوعِ سببٌ لحب التابع له و الحب سببٌ لقوة الولاء .
فهو أدبٌ و سياسةٌ عامة لكل البشر إلا أن خفض جناح المتبوع للمؤمنين يجب وجوباً شرعيا (من باب الولاء و البراء) فوق كونه وجوبا أخلاقيا قياديا . أما لو كان التابع غير مؤمن فله من خفض الجناح ما يجبرُ قلبه و يحقق المصلحة من التواضع له و بما لا يكسر قاعدة :
· (يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و أغلظ عليهم) ، (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله) . و خفض الجناح مع الكره يكون نفاقاً ، لذا وجب التفريق في هذه المسالة. و الله أعلم