منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سلسلة ( بعض من عرفت ) فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2013, 06:51 PM   #20
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ان في صدري يابحرُ لأسراراً عجــابا نزل الستر عليها وانا كنت الحجابــــــــا
وبها ازداد بُعْداً كُلّما ازددتُ اقترابـــــا واراني كُلّما اوشكتُ ادري ولست ادري
ايليّـا ابو ماضي


(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ ..فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني))
سُـــعود


بعضُ منْ عرفـتْ

ياهل ترى الليل الحزين ابو النجوم الدبلانين ابو الغناوي المجروحين
يقدر ينسيها الصباح ابـــو شمس بترش الحنيــــن
عبد الرحمن الابنودي
زاي ( ز )
بعد تتالي رسوبي المشين في مشوار الدراسه ، قررت ترك الدراسه غير مأسوف عليها واتجهت لدراسة تخصص صناعي يتيح لي مواصلة مشوار حياتي ويؤمن لي باب رزق اعتاش به
عند بدء الدراسه كنت استعين بالحافلات لإيصالي لمقر دراستي
ثم استطعت بمكافآتي القليله ان اؤمن لي( دراجه ناريه موتور سيكل) ولأنها مركوب صغير وسهل الحركه فضّلت الشوارع الصغيره بين الأحياء بعيدا عن زحمة الشوارع الرئيسيه .
اتخذت من الشوارع الفرعيه والسكك التي تربط الأحياء طرقات يوميه اجوبها ذهابا وايابا .
في احدى الزوايا التي اذرعها كل صباح المح فتاة تلبس المريله وتتأبط حقيبتها شأنها شأن كثيرات كل صباح يتنتظرن حافلة المدرسه .
اراها تقف وحيدة في نفس التوقيت والمكان ، مشهد يتكرر ولايتغير
استنتجت انها لابد انتبهت الى راكب الدراجه الذي يخطر امامها كل صباح ، لأني الحظ راسها يتابعني حين اقبل واحاذيها وابتعد الامر الذي جعلني اركن الى تهدأة المسير حين ادنو منها والتفت اليها فأتطاول وابتسم واواصل طريقي .


ذات صباح وعند مدخل سكة وقوفها رغمت الى التهدأة والوقوف فقد حفروا بالأمس وسط الشارع لتمديد مواسير ولكي اتمكن من المرور بسلام لابد من التعامل مع اكوام التراب حتى اتجاوزها ، وكانت فرصه وسبب للوقوف غير بعيد من فتاة المدرسه التفت ناحيتها وحين وجدت عيناها تشخصني ابتسمت لها فردت بابتسامه او هكذا تخيّلت , وهي تلتفت حولها خشية ان يلحظ احد فعلتها برغم ان السكه ليس فيها سوى العمال اللاهين بأمر الحفره وبعض من يسير لشأنه من الناس ، اشارت لي اشارة خفيفه ان اقترب منها وكنت مترددا مدهوشا الا ان من هو في مثل سني حينها لديه من الجرأة وعدم تقدير الأمور جعل الأمر سهلا
دنوت منها فناولتني ورقه صغيره مثنيه اخذتها على عجلة وتجاوزت اكوام التراب مسرعا انشد الوصول لمعهدي ولااظنه حبا في المعهد بقدر ماهو فضول شديد اعتراني لأقرأ مافي الورقه
في المعهد تظاهرت مع احد الجدران وفتحت الورقه على شعاع الشمس المشرقه وقرأت في ما قرأت :

صباح الخير ، حابه اتعرف عليك ، عجبني مرورك كل صباح ، انتظر ردك .

بللت يدي الورقه ولاأظنه بفعل الشمس ونحن شتاءً ، ولااخفي انها شغلت فكري طوال الدرس واليوم والليل
ماذا اقول وبماذا ارد؟
من هي ؟ ماذا تريد؟
نفضت الحيره وقررت وكتبت في ما كتبت :

صباح الخير ، شكرا على اهتمامك ، كيف اعرفك ؟
الصباح التالي لم اجدها ، تضايقت واخذتني الوساوس ؟
هل رأى احد فعلتنا ؟ هل غيرت رايها ؟
كان ذاك يوم خميس وكان لابد من الأنتظار للسبت ، لأرى مايكون وبقيت ورقتي في غمدها .

صباح السبت وجدتها فغشتني راحه ، ناولتها الورقه ، وتابعت طريقي .
في الغد اقبلت ودنوت فناولتني مظروفا صغيرا خطفته من يدها وودعتها والى معهدي وصلت واتخذت مكانا ظليلا بعيدا عن اقراني في الفصل وقرأت ، كلاما جميلا يملؤه الشرح والتفصيل عنها وحياتها لا أرى سببا لذكر كل مافيه ، غير ان اهم ماورد فيه
انها فتاة تعيش مع والدتها وحيدتين اغلب شهور السنه بسبب طبيعة عمل والدها رفقة احد الامراء ولاتراه الا اياما قليله كل بضعة شهور قالت انها بحاجة الى انسان يفهمها الى آخر كلام المراهقة او الحرمان ، وختمت بطلبها اذا كنت اوافق على صداقتها ؟
كتبت موافقتي .
فيما بعد عرفت عنها اخبار كثيره ، منها ان والدتها شبه منعزلة عن الناس فلا قريب ولا جار ، والأدهى ان امها تعاقر الشراب الذي يوفره زوجها لنفسه بكميات وفيره جعله جزءا من تموين البيت ، وجدت فيه امها سلوتها مع ماتقاسي من وحدة وهجر متواصل من زوج غيابه طويل ولأجل هذا نشأت الفتاة بين جدران صماء ، ثم جاءت مرحلة الدراسه لتجد متنفسا لها ورفيقات يؤنسن وحشتها وقت الدرس وإن كان البعض يتحاشاها قليلا لسبب سأذكره حين اصل الى وصفها .
في الصباح احسست انها تنتظرني وليس حافلة المدرسه ، ناولتها ردي بالموافقه .
وصباح آخر تناولت من بريدها الشخصي مظروف شممت رائحته قبل ان المسه ، كتبت فيه انها مستعده لأستقبالي في منزلها واذا وافقت على هذا اكتب لها لتحدد لي الموعد
وافقت فكتبت تقول انه بأمكاني زيارتها ليلا عند الساعة العاشره يوم الخميس القادم ، وكتبت وصفا لبيتها ولون الباب بدءا من مكان وقوفها .
همس لي خاطري ان في الأفق مغامرة جديده ومثيره تدخل حياتي وبشكل مختلف .
في الموعد المحدد رغم خوفي من مواجهة هذه المواقف في مجتمع محافظ ووسط متواضع وحصانة معدومه ، إلا ان هناك شيء يجذبني دائما لعله حب المغامره او الفضول او امر آخر يغشى وجدان مراهق ؟
وقفت امام الباب في الموعد المحدد ، وانا في ترددي لحظت الباب يفتح ويداً تشير لي بالدخول
ولجت مسرعا خائفا مترقبا ، المدخل خافت الإضاءه
اخذتني من يدي الى داخل المنزل ورأسي يدور فوق اكتافي يستكشف المكان .
وحين دخلنا احدى الغرف القليله اكتشفت امرا لم الحظه من قبل .... ان بشرتها سمراء !
تساءلت كيف لم الحظ يديها عندما كانت تقف في الشارع ؟
ربما السبب كان اخفاؤهما خلف اطراف الطرحه .
( زهوه ) هذا اسمها ، جسمها ممتليء ، قصيرة نوعا ما ، وجهها دائري ، عيناها واسعتان ، انفها مدبب شأن الغالبية ذوات البشرة السمراء ، فمها صغير شفتها السفلى كحبة النقانق الصغيره المنسدله ، طبعها هاديء وثقتها في نفسها عجيبه ، لم يتجاوز حديثنا كلمات اول لقاء ومايتعليه من حرج الموقف وحياء الأنثى وغرابة اللحظه .
لم استوعب بعض حديثها بسبب شرود ذهني
غادرت منزلها بعد منتصف الليل غابت عني فيها مرتين لتطمئن على والدتها .
قالت انهم يعيشون في عزلة عن الناس ورغم ذهابها للمدرسه الا ان اغلب زميلاتها يتحاشينها لصمتها وسمات الحزن على محياها وربما لونها الذي لم تختاره ووضع فرض عليها !
حين استلقيت على فراشي تلك الليله لم يغادر عيني خيالها ووجهها الذي يحمل قسوة هادئه وعينان تشكو الظلم والتهميش
ربما لو اتاحت لها الظروف وضعا افضل لأصبح لها شأن آخر .
لكننا لانختار اهلنا ولامجتمعنا ولا اسماء يستخدمها غيرنا حين يطلبنا .
صبيحة السبت لا أدري لماذا ابدلت طريقي ؟
هروب من لقاء آخر ؟ ام عدم اقتناع بما فعلت ؟
لم استطع تحديد مافي نفسي تلك اللحظه !
مع الوقت استيقنت اني لم اشأ مواجهتها كي لا أجرحها او اغضبها برفضي ذلك العرض الليلي .
كانت ترغبني زوجـــا .

انتهت حكاية زهوه ، القادمه فتاة الشات ( شمس )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس