يسيل دمي جمارا فوق صدري
وإن دمي جمارٌ تستجيرُ
كفجر زاده تموز وهجا
ووهج في الهجير له سعيرُ
أيا بركان أحزاني تلظّى
ودع جرحي كجمرك يستطيرُ
فلا يومي يغادرني بأنس
ولا أمسي له حلم نضيرُ
على كفيّ أحلامي تنامت
جراح الأمس طالعها النذيرُ
لثمتُ لها الشفاه ببعض دمع
فصاح الدمع مقهورا يطيرُ
كأن سواعد الأيام موتي
كأن غدي كأوهامي غريرُ
اذا جنّ الظلام على روابي
فؤاد الصمت يسأل أو يغيرُ
لكنتُ بصرخة الآلام نزفٌ
وكان الصمت في صمتي ضريرُ
ألا يا كلّ ما قد كان عندي
تموت وأنت في جرحي ضميرُ
تسيرُ كوهم أحلامي هباءً
كأشباح الوساوس اذ تسيرُ
فلا ظلّ لديك وبعض ظلٍّ
يلوذ به الضعيف المستجيرُ
زرعتك في دمي لتكون روحا
اذا ضحكَ القضا وبكى المصيرُ
فها روحي وها نبضي تلاشى
وها فجري لعلك تستنيرٰ
أموت كٓمٓدِّ أمواجي وأفنى
على شط البقاء ولا بحورُ
فما للذل يعلكني ترابا
ويبصقني بأكفاني الحريرُ
أناموتٌ يعيش بغير عمر
ولي قصر وليس له أميرٰ
يعيش على ربى قلبي عذاب
ويجلدني ويملكني حقيرُ
إذا ماقلت يامولاي قصري
أجاب السوط واستغشى الخريرٰ
حسبتك كابن أكرام وقوم
لهم دين الكرام اذا أُعيروا
فكنت من السفالة دين ذئب
اذا حكم الشياه ولا وزيرُ
إذا مامات في الإكراه قلب
فلا موت يهاب ولا قبورُ
ولي جثمان حلم دون قبرٍ
بلاقلب ولا كفن يسيرٰ
سؤالات بسرِّالذات وجهي
ولي عين تمور ولاتمورُ
مضت بسراب أمالي عصور
ولم تمضِ ولن يمضي القديرُ
( إيمان محمد ديب ) ألحان الفلك