السماء لاتمطر عملا القناعة وحدها ليست كافية لانتشالنا من حالة الإحباط التي نحياها...وصور التمييز التي نعايشها لمجرد أننا لانعرف أحداً..ثمانية عشر عاماً دراسة وكماً من الدورات التأهيلية والتدريبية ولكن معيار الكم وحده لم يكن كافياً للوصول نحو الهدف وكل ماتم طرحه لايتطلب ممارسته مؤهل معين سوى الكتابة والقراءة..
ليس هذا كل شئ فقد يحدث كثيرا أن تقاس الأهلية في أحقيتك في مقعد عمل بحجم الورق الذي يحويه ملفك الأخضر ويحدث أيضا وبشدة أن تلعب العلاقات الشخصية في تبوؤك مركزا اجتماعيا وأنت لاتحمل أدنى مؤهل أو نضج مهني كاف..ويحدث أن يستوي الأعمى والبصير في نيل الحقوق الوظيفية ويحدث أيضا أن تتلاشى قيمة المؤهل العلمي أمام هيمنة التوصية لأحدهم..
إذن مستقبل العمل في واقعه الحالي ليس مرهوناً بما تحمله من مؤهل وكفاءة بل خاضع لشبكة العلاقات الاجتماعية ومدى توسعها في الهيئات والمؤسسات الحكومية..
لكن التساؤل الأبرز كيف تتم عمارة الأوطان بخيار الواسطة ودائرة العلاقات وكيف يتم ارتهان مستقبل أحدهم بسؤال فض تعرف أحد؟!! القضية أوسع من الحصول على عمل من عدمه تجاوز واستغلال للنفوذ وإساءة في استخدام السلطة وبصورة أخرى ممارسة للفساد تحت غطاء التكافل الاجتماعي..
فوضى الخروج على التقاليد الإدارية والقانونية في سوق العمل السعودي تستلزم تدخل هيئة مكافحة الفساد ومتابعة آلية التوظيف في القطاعات الحكومية والخاصة تدخلا تغيب معه تعرف أحد!!!!؟
ثم إن للبيروقراطية التي تنتهجها الكثير من الدوائر الحكومية طائلاً فيما يحدث من خروقات يغذيها ضعف الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن..
إن عملية البناء تتطلب وعياً واستجلاباً للمهنية التي تعزز النمو والتنمية في جسد الوطن المترهل فالمادة لاتصنع الوعي ولكن الوعي بمقدروه صناعة المادة والمنجز..