السِّفْرُ الْمُخَبَّأُ
(الجزء الأول منه)
دَرْبٌ بِلا قَصْدٍ وَلا جِهَةٍ وَدُوْنَ خَريْطَةٍ
يَمْتَدُّ مِنْ رَحِمِ الحِجَارَةِ تَائِهًا وَعَلى الأَبَاطِحِ دَمْعَةٌ رَقْرَاقَةٌ..
مَنْ ذا يحَبِّرُ حُلْمَنَا فِي زَهْرَةِ الْيَقْطِيْنِ
حَطَّتْ عَلى سُوْرِ الْحَدِيْقةِ غيْمَةٌ ..
وَتنهَّدَتْ فوْقَ الْغُصُوْنِ فرَاشَةٌ ..
بَاحَتْ بِسِرِّ رَبيْعِهَا الْمَكْنوْنِ
لِلْحُبِّ فِيْ تِلْكَ المَدَائِنِ قِصَّةٌ ..
وَمَدَائِنُ العُشَّاقِ تَعْرِفُ أَهْلَهَا
وَالنَّاسُ تَعْرِفُهَا وَحَرْفَ النَّوْنِ
وَالنَّايُ أَحْدُوْ صَمْتَهُ فِي اللَّيْلِ إِذْ يَحْدُوْنِي
*****
دَرْبٍ تَدَاعَى فِي هَوًى بِمُجُوْنِ
وَالعَازفُوْنَ مَضَوا عَلى أَنْغَامِهِمْ ..
لَمْ يَرْعووا ..
مَا بَيْنَ ضَاربِ طبْلَةٍ قدْ لامَسَتْ أَشْجَانُهُ تَقْسِيْمَةَ الْقانُوْنِ