منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بعض من عرفت ( الجزء الثانـي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2013, 11:32 PM   #8
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



كُلّ من عرفت

( الجزء الثاني )
( 7 )


ذات ليله انا والاوراق والاقلام كنّا في عناق نقطع الازمان والابعاد وثباً في اشتياق
والنهايات السعيده لم تكن عني بعيده هبّت الريح وهزّت في عناد بابيه
اطفئت امن حياتي اطفأت مصباحيه لم اجد نارا لديّا لم اجد في البيت شيّا
غير ام هي لاتملك الا الدعوات واب لم يبقي غيري للسنين الباقيات
مرسي جميل عزيز

امي الغاليــه :
لاأدري من اين ابدأ فالخيوط كثيره ومن اكتب عنها اعز الناس , سأبدأ من البدايه كمدخل لحكاية العمر , ميلادها كان 1925م توفيت صغيره 1986م ستون عاما لكنها يوم اختارها خالقها لتكون جواره كأنها في التسعين !
اخذ منها المرض اشواطا وهزم نبض الحياة فيها فأجلسها على فراش السُّـقم عشرون عاما , وقبل فراقها لم تكن تتحرك الا بمساعده , شدّ منها اسباب الحياة شيئا فشيئا حتى وصلت الى انفاس تتردد . لاأعرف اسباب مرضها ولم اكن افكر في هذا الأمر ماكنت ارجوه شفاؤها لتتحرك كبقية النساء , كنت أاسف لحالها كثيرا , لكني كنت فتى نشطا قويا رغم هزالي
كنت اكبر ابناؤها وفارق السن بيني وبين اخوتي لم يكن قليلا ولم يكن كثيرا , توليت مرغما بعض المهام المنزليه التي ليست من اختصاص الرجل , لكني لم ارى فيها غضاضة , فمنحني الله رضاَ وألبسني حيوية لم تكن تهدأ الى حين يلامس رأسي صفحة مخدتي .
من الصفحات والصفات التي اذكرها عنها بكل فخار وحب وشوق اليها , انها كانت امرأة قويه لاتخشى في الحق ولا تجامل , لازلت اذكر ذاك الشعاع في عينيها حين تتصدق من مالها القليل او ترفع مظلمة عن احد او حتى تسمع خبرا طيبا عن مسكين , لذلك كل من عرفها يحبها ويدعو لها , كانت تقسو علي حين تكتشف امرا فعلته ولايعجبها ,اذكرمنها حين اعتقدت يوما اني ادخن فقد كنت جالسا رفقة بعض ابناء الجيران في زاوية قرب دكان الحاره وأحدهم يجلس جواري وبيده ( دخان ) فانطبعت الرائحة على ملابسي ... وحين عودتي دنوت اقبّل رأس امي ولم اشعر الا ويدها الواهنة تصفعني على وجهي وهي تصيح وتقول :
( تشرب دخان ياسعود ؟ ... هذي تاليتها ؟) وبكيت ,, لم ابكِ من الصفعه بكيت لأجلها وحلفت ان هذا لم يحدث ابدا ( وفتشيني ) وحين هدأت واظنها اقتنعت بكلامي ... لأنها عادت تمسح على رأسي وهي تقول ( انا عارفتك وانا أمك انك ماتحب الشين لكن لاعمرك تقعد مع هالدشير ) جاوبتها ( ان شالله ) ووفيت بوعدي حتى اني لاألقي السلام عليهم عند رؤيتهم ( كفاني الم حبيبتي بسببهم ) وكنت احيانا اسمع منهم بعض الكلمات وانا في طريقي احتجاجا على تصرفي هذا مثل قول احدهم : ورا ماتسلّم ؟ شايفن نفسك يالشّين .
قالت لي عصر يوم ونحن وحدنا : وش رايك ياولدي انا ودي اشوف عيالك قبل لاأموت , هزتني كلماتها , والحقيقه لم افكر في هذا ألأمر بل لم يخطر على بالي , واصلت تقول : بنت ولد عمك (ن) يمدحونها وش رايك ؟
قلت لكنهم في الكويت وماأعتقد يقبلون , اوضاعهم تختلف عنّا ,,, قالت ( نعسّهم ونشوف ) أي نجُسّ نبضهم .
جهزتني ببعض الهدايا البسيطه من اشياء لاتوجد عندهم واعطاني والدي مايكفي امر سفري , وارتحلت اليهم وقضيت بين ظهرانيهم اسبوع كانوا فيه كرماء وطيبين وقاموا بكل متطلبات الضيافه .
بعد رؤيتي للفتاه وعودتي اعلنت موافقتي , قكتبت لهم امي رسالة طلبت فيها يد البنت , لكنهم لم يردوا على الرساله الى اليوم , ثم طاف هادم اللذات عليهم وعلينا فيما بعد .
لكني علمت بعد سنين طوال ان الخطاب وصلهم واخفوا ذكره , ولعل امها لم ترغب في بُعد ابنتها عنها اوان تكون زوجة وممرضه او لسبب آخر الله اعلم .
ونسيت امر الزواج كم سنه لكنه في النهاية قدر مكتوب وكأس الكل يتذوقه , لكن ماآلمني ان امي لم تنعم بأبنائي كما يجب , رحلت وابنتي في السابعه من عمرها .
كانت فرِحة بها وهي من اطلقت عليها اسمها , تناديها دوما لتحكي لها الحكايات وتفرح لطريقة الطفله في الحديث
بقيت والدتي تفيق وتغفو , إن فاقت يلهج لسانها بذكر الله والدعاء لنا , وحين تغفو لاندري اجاءها الأجل ام لازالت , وكانت انفاسها الضعيفه هي دليلنا .
لاشك ان هذا ترك اثره علي فأصبحت دمعتي قريبه احب الحيوانات الأليفه وارحمها واجلب لها ألأكل واذكر يوما وانا في طريقي الى مقر عملي أن رايت كلبا واقعا منتصف الشارع يحاول النهوض فيعجز ,صدمه احدهم وتركه ومن حسن حظه ان الضربه لم تقتله , اوقفت سيارتي وحملت الكلب واودعته الرصيف ثم واصلت طريقي .
بقيت والدتي وقُرّة عيني تراوح بين المشفى والمنزل , لاتكاد تستقر حتى تعود , واخيرا اعلنها الطبيب برأس منكسه , أنْ لاأمل .
كنت ارتعب في عملي حين يقال لي تلفون من برا ... وكثر شرود ذهني تلك الايام
منتصف عام 1986م غادرتنا ست الحبايب بهدوء بعد رحلة آلام لم تكن تهدأ حتى تعود , لم نهنأ في كبرنا بالأم كالآخرون , التحفت الكآبة والهدوء والرتابه منزلنا زمنا لااعرف له مدد , لكنها ارادة الله , رضينا بها واحتسبنا الأجر , ولاغالب الا الله .


اِنّ عيني بهـا احقُ من الموت وقلبي بها من القبرِ اوْلــــى
علي محمود طه


القادم زميلي في المعهد والوظيفه

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس