منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ثغرة في جدار القلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2013, 09:22 PM   #19
صالح بحرق
( كاتب وقاص )

الصورة الرمزية صالح بحرق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 70

صالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعةصالح بحرق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


1 تعامد صالح بحرق
هناك في الطريق البعيدة يولد الانتماء المشاغب للروح،وينهض بتثاقل ذلك الإحساس المرضي الجميل،فأهب وقتي للشجن البعيد،وأساوم عن مكان ليس لي،وعن لغة لا أجيد أبجديتها .
الأشياء تتقمص لوعتي،وتنفرد بتعاستي ،انظر إلى الدرب،فتواتيني الآمال التي سحقتها،وأشعل المدى بالأسئلة،سفر الأيام الخوالي يتفرس محياي المليء بالتعب،والأغاني التي أنهكها الانتظار فأقف في منتصف الطريق شاخصا،إلى فجوات الأمس الدامي .
تبدو لي المدينة مثل غول جائع همه أن يفترس أمنياتي الخضراء،أنا المشرد من أزمنة التجافي والبوح الممنوع،أوغل في صمت لا حدود له،وأشرب مآسي الزمن كي يمتد لي ظل موارب للروح .
هاهي الدار التي هجرتها،تقف على ربوة النسيان،وهاهي الدروب أمامها موحشة في سفر الترحال والتشظي،الهواء يلفني برطوبة الأمس،والوجوه التي تمر تذكرني بفتوتي المنسية في الديار، لم تبق إلا تلك الدار،وذلك الدرج الصخري والشرفة المطلة على فناء المدرسة الثانوية للبنات ،وتنبت في داخلي الأشواق،أتهجى عنوان المدرسة القديمة،واستمرئ لذته في كياني،يمر علي وقت وأنا أقف تحت الشمس،متراشقا من نبال مجهولة،جمال اللحظة يحتضنني الآن،فواحا،هل مربيتي مازالت موجودة،تساءلت،وأسئلة الفراق تعبئ في داخلي فضاءاتها،وألمحت جسدا ضئيلا يمر،إنها هي المربية تمنحها حياة الرعاية عمرا فوق عمرها الافتراضي،لكم لهوت وسط هذا الحضن،ومن دفئه ترعرعت،حين وقفت أمامها تجلى لي الماضي ووددت آن أحدثها آو آن استمع إلى درسها الذي كانت تلقيه منذ أكثر من عشرين عاما ولكني آثرت الصمت ،الأشياء التي نعتقد أنها جميلة ربما تفسدها لحظة غير مناسبة فتعبث بكل جميل صنعناه من يدري لعل تلك اللحظة ممتلئة جدا ،وبدأت أتفرس في مربيتي وفي يديها الواسعتين،فأنا مازلت أتذكر هاتين اليدين اللتين ربتت على ظهري ومسحت شعري، يوم كنت أتشاغب مع الصغار وأتحمل الأذى منهم لا لشيء إلا لكي أحظى بنومة هانئة في حجرها .
الآن يتعامد الحزن في نفسي،وتهب علي من جهة الفصول الجديدة ومن مكتب الوكيلة رياح الخذلان الطالبات يمررن بي صامتات ومربيتي تحمل آصرة الحب نفسها وآنا المسافر في العذاب،المرهق من الترحال،كابية هي أيامي بيد انه الآن تتسارع علي من سماء الثانوية سحائب جديدة توصلني إلى رحاب الحب المفقود ما الذي أريده من مربيتي هل هو الحنين إلى ذلك الحضن مع من أتشاغب الآن كي أقع بين نهديها ثانية هل ارتكب حماقة تجعلها تتفرس في وجهي ويتحلق حولي الأطفال .
كانت السماء التي تظلني صافية وكان الجبل الذي يطل على المدرسة يثير في لوعة النزق القديم إذ نتسلق الشجرة الكبيرة ونطل على فناء الطالبات وهن بملابس الرياضة وكانت المرشدة لاتأبى لنا ونحن نختلس النظر إلى فخذيها العاريين .
ارتقي الآن الدرج الصخري المواجه للمدرسة حجرة حجرة وأنا أردد نشيد النسيان مفعما بشدو الأمس وتساؤلاته القاهرة .

 

صالح بحرق غير متصل   رد مع اقتباس