و تذكرت هذا الركن القصي ..
هنا حيث لا الاسم اسمي و لا المكان مكاني ..
و تذكرت أن بوردو نادتني مرتين و خذلتها ، بل خذلت نفسي ، و أنني سأصل متأخرة جدا ..
هنا فقط استطعت الاعتراف بيني و بين نفسي أنني أحببتك ، منذ 20 عاما ربما ..
كنت في سن السادسة يوم أتيت لاصطحابي من المدرسة يوما ، فرفضت لأنني "كبيرة" ..
لا أزال أتذكر نظرتك يومها ، لا أزال أتذكر المساءات التي كنا نقضيها في قراءة القصص سويا ، كنت تتهمني بأنني أنظر للصفحات فحسب و لا أقرأ نظرا لسرعتي ـ لا أزال أتذكر زياراتنا لبيتكم ، كنت تعطيني عددا جديدا من " العربي الصغير " في كل مرة ، و كنت أقرأها كاملة مع أنني لم أكن أحبها كثيرا ، كنت أفضل "ماجد" . أ تعرف ، لا أتذكر قصصي المفضلة ، أتذكر فقط أنك كنت تحب قصة " الجندي المجهول " و تقرأها مرارا و تكرارا ، كنت أكرهها ، لكنها الوحيدة التي اتذكرها جيدا ، غلافها الأخضر ، حتى رائحة أوراقها .. أتذكر مشاكساتك الدائمة لي ، كم مرة تسببتَ في بكاءي ؟ أتذكر أننا كبرنا قليلا ، أن السبع سنوات التي تفصلني عنك بدأت تتقلص شيئا فشيئا، و أن الهوة بيننا بدأت تكبر ، إلى أن جمعتنا فرنسا ، إلى أن أحببتك في بواتييه ، هل كان علي قطع تلك المسافة كلها حتى أفهم مشاعري ؟ أتذكر اتصالاتك، اهتمامك ، مرحك .. كل كلمة و كل ضحكة لا زالت عالقة في ذهني .. كأن يد الله كانت تحركك في كل مرة أًخذل فيها ، كنت أجدك دائما بجانبي بشكل أو بآخر ..
أعاود قراءة هذا النص ، أجده ركيكا ، فقدت ملكة الكتابة ، لم أكتب الشعر منذ زمن .. و تذكرت أنك أول شخص قرأ كتاباتي .. في مرحلة مبكرة جدا ، كنتُ في الصف الثاني الابتدائي عندما وقعتَ على دفتر مذكراتي السري جدا، أخبرتَ أمي انني سأكون كاتبة مبهرة .. كنت سعيدا كذلك لأنني سأكون اول فتاة مهندسة في العائلة ، كنت فخورا بي ، لا أحتاج فخرك ، أحتاجك أنت .... و لماذا اكتب الآن ؟ ما الجدوى ؟ حتى الأسلوب لا يشفع لي .
المهم ، لم أعرف قيمتك حتى فقدتك ، مبارك زواجك . أتمنى أن أكون خارج المغرب يوم الزفاف . و أودّ إخبارك أني بكيت كثيرا ، كبكائي يوم كنت طفلة تماما ، و أود إخبارك للمرة الأولى : أنني أحبك .
لا تدعوا حبكم حبيس قلوبكم .. الندم مرّ ..