منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مُذَكّرَاتُ أمَةٍ مَقْهُورَةٍ فِي بِلاَدِ الحُرِيّة .
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2014, 11:35 PM   #22
مي التازي
( شاعرة )

الصورة الرمزية مي التازي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 173

مي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعةمي التازي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


و تذكرت هذا الركن القصي ..
هنا حيث لا الاسم اسمي و لا المكان مكاني ..
و تذكرت أن بوردو نادتني مرتين و خذلتها ، بل خذلت نفسي ، و أنني سأصل متأخرة جدا ..
هنا فقط استطعت الاعتراف بيني و بين نفسي أنني أحببتك ، منذ 20 عاما ربما ..
كنت في سن السادسة يوم أتيت لاصطحابي من المدرسة يوما ، فرفضت لأنني "كبيرة" ..
لا أزال أتذكر نظرتك يومها ، لا أزال أتذكر المساءات التي كنا نقضيها في قراءة القصص سويا ، كنت تتهمني بأنني أنظر للصفحات فحسب و لا أقرأ نظرا لسرعتي ـ لا أزال أتذكر زياراتنا لبيتكم ، كنت تعطيني عددا جديدا من " العربي الصغير " في كل مرة ، و كنت أقرأها كاملة مع أنني لم أكن أحبها كثيرا ، كنت أفضل "ماجد" . أ تعرف ، لا أتذكر قصصي المفضلة ، أتذكر فقط أنك كنت تحب قصة " الجندي المجهول " و تقرأها مرارا و تكرارا ، كنت أكرهها ، لكنها الوحيدة التي اتذكرها جيدا ، غلافها الأخضر ، حتى رائحة أوراقها .. أتذكر مشاكساتك الدائمة لي ، كم مرة تسببتَ في بكاءي ؟ أتذكر أننا كبرنا قليلا ، أن السبع سنوات التي تفصلني عنك بدأت تتقلص شيئا فشيئا، و أن الهوة بيننا بدأت تكبر ، إلى أن جمعتنا فرنسا ، إلى أن أحببتك في بواتييه ، هل كان علي قطع تلك المسافة كلها حتى أفهم مشاعري ؟ أتذكر اتصالاتك، اهتمامك ، مرحك .. كل كلمة و كل ضحكة لا زالت عالقة في ذهني .. كأن يد الله كانت تحركك في كل مرة أًخذل فيها ، كنت أجدك دائما بجانبي بشكل أو بآخر ..
أعاود قراءة هذا النص ، أجده ركيكا ، فقدت ملكة الكتابة ، لم أكتب الشعر منذ زمن .. و تذكرت أنك أول شخص قرأ كتاباتي .. في مرحلة مبكرة جدا ، كنتُ في الصف الثاني الابتدائي عندما وقعتَ على دفتر مذكراتي السري جدا، أخبرتَ أمي انني سأكون كاتبة مبهرة .. كنت سعيدا كذلك لأنني سأكون اول فتاة مهندسة في العائلة ، كنت فخورا بي ، لا أحتاج فخرك ، أحتاجك أنت .... و لماذا اكتب الآن ؟ ما الجدوى ؟ حتى الأسلوب لا يشفع لي .
المهم ، لم أعرف قيمتك حتى فقدتك ، مبارك زواجك . أتمنى أن أكون خارج المغرب يوم الزفاف . و أودّ إخبارك أني بكيت كثيرا ، كبكائي يوم كنت طفلة تماما ، و أود إخبارك للمرة الأولى : أنني أحبك .


لا تدعوا حبكم حبيس قلوبكم .. الندم مرّ ..

 

التوقيع

لا تهيم، الأودية جفّــت
و ما بقى غاوي ولا آبه

السكوت حضورك الملفت
دام كل الحكي متشابه.

مي التازي غير متصل   رد مع اقتباس